زيادة المرء في دنياه نقصان وربحه غير محض الخير خسران
هذا وفي النهاية : الكفاف هو الذي لا يفضل عن الشيء ويكون بقدر الحاجة إليه . قال الطيبي رحمه الله : هذه الرواية مفسرة للرواية الأولى ، لأن القوت ما يسد به الرمق ، وقيل : سمي قوتا لحصول القوة منه سلك - صلى الله عليه وسلم - طريق الاقتصاد المحمود ، فإن كثرة المال تلهي وقلته تنسي ، فما قل وكفى خير مما كثر وألهى . وفي دعاء النبي صلى الله تعالى عليه وسلم إرشاد لأمته كل الإرشاد إلى أن الزيادة على الكفاف لا ينبغي أن يتعب الرجل في طلبه ; لأنه لا خير فيه ، وحكم الكفاف يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال ، فمنهم من يعتاد قلة الأكل حتى إنه يأكل في كل أسبوع مرة فكفافه وقوته تلك المرة في أسبوع ، ومنهم من يعتاد الأكل في كل يوم مرة أو مرتين ، فكفافه ذلك أيضا لأنه إن تركه أضره ذلك ، ولم يقو على الطاعة . ومنها من يكون كثير العيال فكفافه ما يسد رمق عياله ، ومنهم من يقل عياله ، فلا يحتاج إلى طلب الزيادة وكثرة الاشتغال ، فإذا قدر الكفاية غير مقدر ، ومقداره غير معين إلا أن المحمود ما به القوة ، على الطاعة والاشتغال به على قدر الحاجة . ( متفق عليه ) : وفي الجامع : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10366044اللهم ارزق آل محمد في الدنيا قوتا " . رواه مسلم ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .