5171 - ( عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من يأخذ عني هؤلاء الكلمات ) أي : الأحكام الآتية للسامع المصورة في ذهن المتكلم ، وأي للاستفهام ( فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن ؟ ) : أو بمعنى الواو كما في قوله تعالى : عذرا أو نذرا ذكره الطيبي رحمه الله وتبعه غيره ، والظاهر أن " أو " في الآية للتنويع كما أشار إليه البيضاوي بقوله : عذرا للمحقين ، ونذرا للمبطلين ، ويمكن أن تكون " أو " في الحديث بمعنى " بل " إشارة إلى [ ص: 3237 ] الترقي من مرتبة الكمال إلى منصة التكميل ، على أن كونها للتنويع له وجه وجيه وتنبيه نبيه ، على أن العاجز عن فعله قد يكون باعثا لغيره على مثله كقوله : فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ( قلت : أنا ) أي : آخذها عنك ( يا رسول الله ) : وهذه مبايعة خاصة ومعاهدة خالصة ، ونظيره ما عاهد بعض أصحابه بأنه لا يسأل مخلوقا ، وكان إذا وقع سوطه من يده وهو راكب نزل وأخذه من غير أن يستعين بأحد من أصحابه . ( فأخذ بيدي ) أي : تحقيقا للقضية وتقريبا للخصوصية ( فعد خمسا ) أي : من الخصال ، أو من الأصابع على ما هو المتعارف واحدة بعد واحدة ، ( فقال : " اتق المحارم ) : وهي شاملة لجميع المحرمات من فعل المنهيات وترك المأمورات ( تكن أعبد الناس ) : إذ لا عبادة أفضل من الخروج عن عهدة الفرائض ، وعوام الناس يتركونها ويعتنون بكثرة النوافل ، فيضيعون الأصول ويقومون بالفضائل ، فربما يكون على شخص قضاء صلوات ويغفل عن أدائها ، ويطلب علما أو يجتهد عملا في صلوات وعبادات نفل ، أو يكون على أحد من الزكاة أو حقوق الناس ، فيطعم الفقراء أو يبني المساجد والمدارس ونحوها ، ولعل التعبير بالاتقاء اعتناء لجانب الاحتماء على قاعدة الحكماء في معالجة الداء بالدواء . ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10366056وارض بما قسم الله لك ) أي : سواء يقع لك بواسطة مخلوق أو بغيرها ( تكن أغنى الناس ) : سأل شخص السيد أبا الحسن الشاذلي رحمه الله عن الكيمياء ؟ فقال : هي كلمتان : اطرح الخلق عن نظرك واقطع طمعك عن الله أن يعطيك غير ما قسم لك . وقال السيد عبد القادر الجيلي عليه رحمة الباري : اعلم أن القسم لا يفوتك بترك الطلب ، وما ليس بقسم لا تناله بحرصك في الطلب ، والجد والاجتهاد ، فاصبر والزم الحال وارض به ليرضى عنك ذو الجلال . ( وأحسن إلى جارك ) أي : ولو أساء إليك ( تكن مؤمنا ) أي : كاملا أو معطيا له الأمن لقوله صلى الله تعالى عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10366057لا يؤمن أحدكم حتى يأمن جاره بوائقه " أي : شروره وغوائله . ( وأحب للناس ) أي : عموما ( ما تحب لنفسك ) أي : مثل ما تحبه لك خاصة حتى تحب الإيمان للكافر والتوبة للفاجر ، ونحو ذلك . ( تكن مسلما ) أي : كاملا . وهذا الحديث أعم من حديث : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10355613المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " وقد استشهد الطيبي رحمه الله به ، فالأظهر فيما اعتضده حديث : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10366058لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه " . ( ولا تكثر الضحك ) أي : تكن طيب القلب وحيا بذكر الرب ( فإن كثرة الضحك ) أي : المورثة للغفلة عن الاستعداد للموت وما بعده من الزاد للمعاد ( تميت القلب ) أي : إن كان حيا ويزيد اسودادا إن كان ميتا ( رواه أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وقال : هذا حديث غريب ) .
وفي التصحيح للجزري : رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث الحسن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، والحسن لم يسمع من nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . قال : وروى أبو عبيدة الباجي عن الحسن هذا الحديث قوله ، ولم يذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، وقال المنذري بعد نقل قول nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : الحسن لم يسمعها من nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ورواه البزار والبيهقي بنحوه في كتاب الزهد له ، عن مكحول ، عن واثلة ، لكن بقية إسناده فيه ضعف ، ذكره ميرك . وفيه أن حديث الحسن اعتضد بحديث مكحول فترقى عن درجة الضعف ، مع أنه معتبر في فضائل الأعمال إجماعا .