5233 - ( وعن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : " قمت على باب الجنة " ) أي : ليلة المعراج ، أو في المنام ، أو حالة كشف المقام ، أو بطريق دلالة المرام ، ( " فكان عامة من دخلها " ) أي : أكثرها وهي مرفوعة ، وقيل منصوبة فيعكس ( " المساكين " ) أي الفقراء والضعفاء ( " وأصحاب الجد " ) وفي الجامع : وإذا أصحاب الجد بفتح الجيم أي : أرباب الغنى من المؤمنين الأغنياء والأمراء ( " محبوسون " ) أي : موقوفون يوم القيامة في الصحراء ، وخلاصته أن أصحاب الحظ الفاني من أرباب الأموال والمناصب محبوسون في العرصات لطول حسابهم في المتاعب بسبب كثرة أموالهم ، وتوسيع جاههم ، وتلذذهم بهما في الدنيا ، وتمتعهم على وفق شهوات النفس والهوى ، فإن حلال الدنيا له حساب ولحرامها عقاب والفقراء من هذا براء ، فلا يحاسبون ولا يحبسون ، بل قبل الأغنياء بأربعين خريفا في الجنة يدخلون مكافأة لهم في العقبى لما فاتهم من الدنيا ( " غير أن أصحاب النار " ) أي : الكفار ( قد أمر بهم إلى النار ) قال الطيبي رحمه الله أي يساق الكفار إلى النار ويوقف المؤمنون في العرصات للحساب ، والفقراء هم السابقون إلى الجنة لفقرهم أي من غير وقوف في العرصات .
وفي الجامع : إلا أصحاب النار فقد أمر بهم إلى النار ، وخلاصته أن غير بمعنى لكن ، والمعنى أن أصحاب الجنة جعلوا قسمين محبوسين ومدخلين ، ولكن أصحاب النار جعلوا قسما واحدا أمر بإدخالهم النار . ( " وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها " ) أي أكثر من دخلها مع الكفار ( " النساء " ) لكثرة ميلهم إلى الدنيا ولمنعهن الرجال عن طريق العقبى ( متفق عليه ) ورواه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي عنه .