في المغرب ، يقال : فعل ذلك سمعة ، أي : ليريه الناس من غير أن يكون قصد به التحقيق ، وسمع بكذا شهرة تسميعا انتهى . والتحقيق : أن الرياء مأخوذ من الرؤية ، فهو ما يفعل ليراه الناس ، ولا يكتفي فيه برؤية الله سبحانه ، والسمعة بالضم مأخوذة من السمع ، فهو ما يفعل أو يقال ليسمعه الناس ، ولا يكتفي فيه بسمعه تعالى ، ثم يستعمل كل منهما موضع الآخر ، وقد جمع بينهما تأكيدا ، أو لإرادة أصل المعنيين تفصيلا ، وضدها الإخلاص في العمل لله على قصد الخلاص ، ثم الرواية الصحيحة في الرياء الهمز وعليه السبعة ، ويجوز إبداله ياء ، وبه قرأ بعض القراء ، وهو المشهور على ألسنة العامة .
الفصل الأول
5314 - ( عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله لا ينظر " ) أي : نظر اعتبار ( " إلى صوركم " ) : إذ لا اعتبار بحسنها وقبحها ( " وأموالكم " ) : إذ لا اعتبار بكثرتها وقلتها ( " ولكن " ) : وزاد في الجامع ، ولكن إنما ( " ينظر إلى قلوبكم " ) أي : إلى ما فيها من اليقين ، والصدق ، والإخلاص ، وقصد الرياء ، والسمعة ، وسائر الأخلاق الرضية ، والأحوال الردية ( " وأعمالكم " ) أي : من صلاحها وفسادها ، فيجازيكم على وفقها ، هذا وفي النهاية : معنى النظر ها هنا : الاجتباء ، والرحمة ، والعطف ; لأن النظر في الشاهد دليل المحبة ، وترك النظر دليل البغض ، والكراهة ، وميل النفس إلى الصور المعجمة والأمور الفانية ، والله يتقدس عن شبه المخلوقين ، فجعل نظره إلى ما هو البر واللب وهو القلب والعمل ، والنظر يقع على الأجسام والمعاني ، فما كان بالأبصار فهو للأجسام ، وما كان بالبصائر كان للمعاني ، ذكره الطيبي - رحمه الله - . ولا يخفى بعد المراد من النظر هنا ما ذكره من الرحمة والعطف ، لا سيما في جانب النفي ، فتدبر خصوصا فيما ذكره من تنصيل النظر ، فإن نفيه في حقه تعالى لا يتصور ، والله تعالى أعلم . ( رواه مسلم ) . وكذا nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه .