5319 - ( وعن عبد الله بن عمرو ) بالواو ( أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من سمع الناس " ) بتشديد الميم ، أي : راءاهم بعمله ، أي : المطلوب منه أن يخفيه عن نظر الخلق فأظهره لهم ، فكأنه ناداهم ، ( " سمع الله " ) بالتشديد أيضا ، أي : أسمع ( " به " ) أي : بعمله الريائي والسمعي ( " أسامع خلقه " ) أي : آذانهم ومحال سماعهم ، والمعنى جعله مسموعا لهم ومشهورا فيما بينهم في العقبى ، أو أظهر لهم سريرته ، وملأ أسماعهم مما ينطوي عليه من خبث سرائره جزاء لفعله ، ويمكن أن يكون الضمير في قوله به راجعا إلى الموصول ، ففي شرح السنة يقال : سمعت بالرجل تسميعا إذا أشهرته . وقوله : أسامع خلقه هي جمع أسمع ، يقال : سمع وأسمع وأسامع جمع الجمع ، يريد : أن الله يسمع أسماع خلقه به يوم القيامة ، وحاصله أن أسامع بالنصب مفعول سمع ، أي : بلغ الله مسامع خلقه أنه مراء مزور ، وأشهره بذلك فيما بين الناس ، فأسامع جمع أسمع ، وهو جمع سمع بمعنى الأذن ، وروي : سامع خلقه مرفوعا على أنه صفة لله ، فالمعنى : سمع الله الذي هو سامع خلقه ، يعني فضحه الله . قال صاحب الفائق في هذه الرواية : ولو روي بالنصب لكان المعنى سمع الله به من كان له سمع من خلقه ، ( " وحقره وصغره " ) بالتشديد فيهما ، أي : جعله حقيرا ذليلا من الصغار ، وهو الذل ، ولا يبعد أن يجعله كالذر صغيرا ، كما ورد في جنة المتكبرين ، والله سبحانه وتعالى أعلم . ( رواه البيهقي ) ، وفي نسخة صحيحة : رواه أحمد والبيهقي ( " في شعب الإيمان " ) قال ميرك : حديث عبد الله بن عمرو رواه الطبراني بأسانيد أحدها صحيح ، والبيهقي كذا قاله المنذري .