الفتن : جمع الفتنة ، وهي : الامتحان والاختبار بالبلية .
الفصل الأول
5379 - ( عن حذيفة قال : قام ) أي : خطيبا أو واعظا ( فينا ) أي : فيما بيننا ، أو لأجل أن يعظنا ويخبرنا بما سيظهر من الفتن ; لنكون على حذر منها في كل الزمن ( رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - مقاما ) : إما مصدر ميمي ، أو اسم مكان ، وقيل : اسم زمان ، والجملة المنفية وهي قوله : ( ما ترك شيئا ) إلخ : صفة ، وقوله ( يكون ) بمعنى : يوجد صفة " شيئا " ، وقوله : ( في مقامه ) : متعلق بترك ، ووضع " مقامه " موضع ضمير الموصوف ، وقوله : ( ذلك ) : صفة " مقامه " ، إشارة إلى زمانه - صلى الله تعالى عليه وسلم - وقوله : ( إلى قيام الساعة ) : غاية ليكون ، والمعنى : قام مقاما ما ترك شيئا يحدث فيه ، وينبغي أن يخبر بما يظهر من الفتن من ذلك الوقت إلى قيام الساعة ( إلا حدث به ) أي : بذلك الشيء الكائن ( حفظه من حفظه ) ، أي : المحدث به ( ونسيه من نسيه ، قد علمه ) أي : هذا القيام ، أو هذا الكلام بطريق الإجمال ( أصحابي هؤلاء ) ، أي : الموجودون في جملة الصحابة ، لكن بعضهم لا يعلمونه مفصلا لما وقع لهم بعض النسيان الذي هو من خواص الإنسان ، وأنا الآخر ممن نسي بعضه ، وهذا معنى قوله : ( وإنه ) أي : الشأن ، وأبعد من قال : إن الضمير لقوله شيئا ( ليكون منه الشيء قد نسيته ) صفة الشيء ، واللام فيه زائدة ، واللام في " ليكون " مفتوحة على أنه جواب لقسم مقدر ، والمعنى : ليقع شيء مما ذكره النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - وقد نسيته ، ( فأراه فأذكره ) أي : فإذا عاينته تذكرت ما نسيته ، والعدول من المضي إلى المضارع لاستحضار حكاية الحال ، ثم شبه الموصوف بالمعاين ، فقال : ( كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ) ، أي : ثم ينساه ( ثم إذا رآه عرفه . متفق عليه ) .