5384 - ( وعنه ) أي : عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " ستكون فتن " ) أي : عظيمة أو كثيرة ، متعاقبة متوالية أو متراخية ( القاعد فيها ) أي : في تلك الفتن ( خير من القائم ) ; لأنه يرى ويسمع ما لا يراه ولا يسمعه القاعد ، فيكون أقرب من عذاب تلك الفتنة بمشاهدته ما لا يشاهده القاعد ، ويمكن أن يكون المراد بالقاعد هو الثابت في مكانه غير متحرك لما يقع من الفتنة في زمانه ، والمراد بالقائم ما يكون فيه نوع باعث وداعية ، لكنه متردد في إثارة الفتنة ، ( " والقائم فيها " ) أي : من بعيد متشرف عليها ، أو القائم بمكانه في تلك الحالة ( " خير من الماشي " ) أي : من الذاهب على رجله إليها ( " والماشي فيها " ) أي : إليها أو فيما بينها ( " خير من الساعي " ) أي : من المسرع إليها ماشيا أو راكبا ( " من تشرف لها " ) بتشديد الراء أي : من نظر إليها ( " تستشرف " ) بالجزم ويرفع أي : تطلبه وتجذبه إليها . قال التوربشتي - رحمه الله : أي : من تطلع لها دعته إلى الوقوع فيها ، والتشرف التطلع ، واستعير هنا للإصابة بشرها ، أو أريد به أنها تدعوه إلى زيادة النظر إليها ، وقيل : إنه من استشرفت الشيء أي علوته ، يريد من انتصب لها انتصبت له وصرعته ، وقيل : هو من المخاطرة والإشفاء على الهلاك ، أي : من خاطر بنفسه فيها أهلكته .
قال الطيبي - رحمه الله : ولعل الوجه الثالث أولى ; لما يظهر منه معنى اللام في " لها " ، وعليه كلام الفائق ، وهو قوله : أي : من غالبها غلبته . قلت : ولعل الوجه الأول أولى ; لما فيه من رعاية المعنى المفهوم منه المبالغة المفيدة للاحتراس ، واختيار الأخرى النافع في الدنيا والأخرى . قال شارح : تشرف واستشرف أي : صعد شرفا ، أي : مرتفعا لينظر إلى شيء ، هذا هو الأصل ، ثم استعملا في النظر إلى أي شيء في أي مكان ، كان يعني من قرب من تلك الفتن ونظر إليها نظرت إليه الفتن ، وتجره إلى نفسها ، فالخلاص في التباعد منها والهلاك في مقاربتها ، ( " فمن وجد ملجأ " ) أي : مناصا ومفرا ومهربا ( أو معاذا ) بفتح الميم أي : موضعا أو شخصا ملاذا يتخلص بالذهاب إليه ، وبالعياذ به من الفتن ( " فليعذ " ) بضم العين أي : فليستعذ ( به ) أي : بالمعاذ ، أو بما ذكر من الملجأ والمعاذ ، أي : فليعذ إليهما ، ( متفق عليه ) . ورواه أحمد ( وفي رواية لمسلم - رحمه الله - قال : " تكون فتنة " ) أي : عظيمة ( " النائم فيها خير من اليقظان " ) بسكون القاف أي : المنتبه ; لعدم شعور النائم عنها ، وفي معناه الغافل ولو كان يقظان ، فالمراد باليقظان هو العالم بالفتنة ، سواء كان مضطجعا أو قاعدا أو قائما ( " واليقظان " ) أي : مضطجعا أو جالسا ( " خير من القائم " ) أي : لتطلعه وإشرافه ، أو لأن فيه نوع حركة ( " والقائم فيها " ) أي : لتوقفه في مكانه ( " خير من الساعي " ) أي : مشيا أو ركوبا إليها ( من وجد ملجأ أو معاذا فليستعذ به ) ، وفي الجامع : روى الحاكم عن خالد بن عرفطة : ستكون أحداث وفتنة وفرقة واختلاف ، فإن استطعت أن تكون المقتول لا القاتل فافعل .