5420 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=6201عوف بن مالك ) أي : الأشجعي ، صحابي مشهور ( قال : أتيت النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - في غزوة تبوك وهو في قبة ) أي : خيمة ( من أدم ) بفتحتين أي : من جلد ( فقال : " اعدد " ) أي : احسب وعد ( " ستا " ) أي : من العلامات الواقعة ( " بين يدي الساعة " ) أي : قدامها ، ( " موتي " ) أي : فوتي بانتقالي من دار الدنيا إلى الأخرى ; لأنه أول زوال الكمال بحجاب الجمال ، ( " ثم فتح بيت المقدس " ) بفتح ميم وسكون قاف وكسر دال ، وفي نسخة بضم ففتح فتشديد ، ( " ثم موتان " ) بضم الميم أي : وباء ( " يأخذ فيكم " ) أي : يتصرف في أبدانكم ، ( " كقعاص الغنم " ) : بضم القاف داء يأخذ الغنم ، فلا يلبثها أن تموت . قال التوربشتي - رحمه الله : أراد بالموتان الوباء ، وهو في الأصل موت يقع في الماشية ، والميم منه مضمومة ، واستعماله في الإنسان تنبيه على وقوعه فيهم وقوعه في الماشية ، فإنها تسلب سلبا سريعا ، وكان ذلك في طاعون عمواس زمن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - وهو أول طاعون وقع في الإسلام ، مات منه سبعون ألفا في ثلاثة أيام ، وعمواس قرية من قرى بيت المقدس ، وقد كان بها معسكر المسلمين .
( " ثم استفاضة المال " ) أي : كثرته في شرح السنة ، وأصله التفرق والانتشار ، يقال : استفاض الحديث إذا انتشر ، وفي النهاية : هو من فاض المال والدمع وغيرهما إذا كثر ، ( " حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل " ) بالرفع وجوز النصب أي : فيصير ( " ساخطا " ) أي : غضبان ; لعده المائة قليلا ، وهذه الكثرة ظهرت في خلافة عثمان - رضي الله تعالى عنه - عند الفتوح ، وأما اليوم فبعض أهل زماننا يعدون الألف قليلا ويحقرونه ، ( " ثم فتنة " ) أي : بلية عظيمة ، قيل : هي مقتل عثمان وما بعده من الفتن المترتبة عليها ، ( " لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته " ) قيل : المراد من بيوت أمته ، وإنما خص العرب لشرفها وقربها منه ، ففيه نوع تغليب ، أو إيماء إلى ما قيل : إن من أسلم فهو عربي ، ( " ثم هدنة " ) أي : مصالحة ( " تكون بينكم وبين بني الأصفر " ) أي : الأروام ; سموا بذلك لأن أباهم الأول وهو الروم بن عيصو بن يعقوب بن إسحاق ، كان أصفر في بياض ، وقيل : سموا باسم رجل أسود ملك الروم ، فنكح من نسائها فولد له أولاد في غاية الحسن ; فنسب الروم إليه ، ( " فيغدرون " ) أي : ينقضون عهد الهدنة ( " فيأتونكم تحت ثمانين غاية " ) أي : راية وهي العلم . قال الطيبي - رحمه الله تعالى : ومن رواه بالباء الموحدة أراد بها الأجمة ، فشبه كثرة رماح العسكر بها .
( " تحت كل غاية اثنا عشر ألفا " ) أي : ألف فارس . قال الأكمل : جملته سبعمائة ألف وستون ألفا . ( رواه البخاري ) ، وكذا nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه ، والحاكم في المستدرك وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وأقره الذهبي ، وهذا أيضا من الوهم ; فإن الحديث في صحيح البخاري في كتاب الجهاد في باب : ما يجوز من الغدر ، نقله ميرك عن التصحيح ، وقدمت ما يدفع عنه ، والله تعالى أعلم بالصحيح .