5468 - ( وعن أبي ذر قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - حين غربت الشمس : " أتدري أين تذهب هذه " ) ؟ أي الشمس والإشارة للتعظيم ، ( قلت : الله ورسوله أعلم . قال : " فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش " ) ، قال بعض المحققين : لا يخالف هذا قوله تعالى : وجدها تغرب في عين حمئة فإن المراد بها نهاية مدرك البصر ، وسجودها تحت العرش إنما هو بعد الغروب . وفي الحديث رد على من زعم أن المراد بمستقرها غاية ما تنتهي إليه في الارتفاع ، وذلك يوم في السنة إلى منتهى أمرها عند انتهاء الدنيا . قال الخطابي : يحتمل أن يراد بذلك أنها تستقر تحته استقرارا علمنا لا يحيط به ، ( " فتستأذن " ) : بالرفع في أصل السيد وبعض [ ص: 3452 ] النسخ المصححة ، وكذا قوله : ( فيؤذن لها ، ويوشك أن تسجد ، ولا يقبل " ) : بالتذكير أي السجود ، والظرف هو نائب الفاعل ويؤنث ، أي : السجدة ( منها ) أي : من الشمس وهو مرفوع ، وقيل : منصوب ، وكذا قوله : ( " وتستأذن فلا يؤذن لها ، ويقال : ارجعي من حيث جئت ، فتطلع من مغربها ، فذلك قوله تعالى : والشمس تجري لمستقر لها ، قال : مستقرها تحت العرش " ) ، وقوله : لمستقر لها ، قال الخطابي عن بعض أهل التفسير : معناه أن الشمس تجري لأجد قدر لها ، يعني إلى انقطاع مدة بقاء العالم ، وقال بعضهم : مستقرها غاية ما تنتهي إليه في صعودها وارتفاعها لأطول يوم من الصيف ، ثم تأخذ في النزول في أقصى مشارق الشتاء لأقصر يوم في السنة ، وأما قوله : مستقرها تحت العرش ، فلا ينكر أن يكون لها استقرار تحت العرش من حيث لا ندركه ، ولا نشاهده ، وإنما أخبر عن غيب فلا نكذبه ولا نكيفه ; لأن علمنا لا يحيط به ، ذكره الطيبي . ( متفق عليه ) . رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي .