روي بتنوين باب ، وبالإضافة إلى الجملة ، واقتصر على الأول أصل السيد ، والطيبي على الثاني ; حيث قال : هذه الجملة محكية مضاف إليها ترجمة الباب ، وهو من باب تسمية الشيء بالجمل على سبيل الحكاية ، كما سموا : بتأبط شرا ، وبرق نحره ، وشاب قرناها ، وكما لو سمي بـ ( زيد منطلق أو بيت شعر ) .
الفصل الأول
5516 - عن أنس ، أن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10366416لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض : الله الله " : بالرفع فيهما وكرر للتأكيد ، وقيل : تكريره عبارة عن تكثير ذكره ، وقيل : معناه : الله حسبي ، أو هو المعبود ، فالأول مبتدأ ، والثاني خبر ، وفي نسخة بنصبهما . قال شارح : قوله : ( الله الله ) بالرفع مبتدأ أو خبر أي : الله هو المستحق للعبادة لا غيره ، وإن رويا بالنصب ، فعلى التحذير أي : اتقوا الله واعبدوه ، فعلى هذا معناه : لا تقوم الساعة حتى لا يبقى في الأرض مسلم يحذر الناس من الله ، وقيل : أي لا يذكر الله فلا يبقى حكمة في بقاء الناس ، ومن هذا يعرف أن بقاء العالم ببركة العلماء العاملين ، والعباد الصالحين ، وعموم المؤمنين ، وهو المراد بما قاله الطيبي رحمه الله ، معنى ( حتى لا يقال ) حتى لا يذكر اسم الله ولا يعبد ، وإليه ينظر قوله تعالى : ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا ، يعني : ما خلقته خلقا باطلا بغير حكمة ، بل خلقته لأذكر وأعبد ، فإذا لم يذكر ولم يعبد ; فبالحري أن يخرب وتقوم الساعة . وقال المظهر : هذا دليل على أن بركة العلماء والصلحاء تصل إلى من في العالم من الجن والإنس وغيرهما من الحيوانات والجمادات والنباتات ، وفي رواية : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10362648لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله ) : بالوجهين فيهما ( رواه مسلم ) ، وكذا أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي .