5525 - ( وعن عائشة ) ، رضي الله تعالى عنها ، ( قالت : سألت رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - عن قوله ) أي : سبحانه وتعالى : يوم تبدل الأرض غير الأرض أي : يوم تبدل هذه الأرض التي تعرفونها أرضا أخرى غير هذه المعروفة ( والسماوات ) أي : كذلك . قال صاحب الكواشي : إنها تبدل بخبزة بيضاء ، فيأكل المؤمنون من تحت أقدامهم حتى يفرغ الحساب ، وسيأتي في أول باب الحشر ما يؤيد هذا المعنى ، وروي عن الضحاك أنه يبدلها أرضا من فضة بيضاء كالصحائف ، وكذا عن علي - كرم الله وجهه ورضي الله تعالى عنه - وفي شرح السنة : التبديل تغيير الشيء عن حاله ، والإبدال جعل الشيء مكان آخر . وقال الطيبي - رحمه الله : قد يكون التبديل في الذوات ، كقولك بدلت الدراهم دنانير ، وفي الأوصاف كقولك : بدلت الحلقة خاتما إذا أذبتها وسويتها خاتما ، واختلف في تبديل الأرض والسماوات فقيل : تبدل أوصافها فتسير على الأرض جبالها ، وتفجر بحارها ، وتجعل مستوية لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ، وتبدل السماوات بانتشار كواكبها ، وكسوف شمسها ، وخسوف قمرها . وقيل : يخلق بدلها أرض وسماوات أخر . وعن ابن مسعود وأنس : يحشر الناس على أرض بيضاء لم يخطئ عليها أحد خطيئة . والظاهر من التبديل تغيير الذات ، كما يدل عليه السؤال والجواب حيث قالت : ( فأين يكون الناس يومئذ ؟ قال : على الصراط ) : المعهود عند الناس ، أو جنس الصراط ، والله تعالى أعلم . ( رواه مسلم ) .