5570 - ( وفي أخرى له ) أي : وفي رواية أخرى لمسلم ( عن ثوبان قال : سئل : أي النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - على ما هو الظاهر من السياق ( عن شرابه ) أي : صفة مشروبه ( فقال : أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل يغت ) : بضم الغين المعجمة وتكسر وبتشديد الفوقية ، أي : يصب ويسيل ( فيه ) أي : في الحوض ( ميزابان ) ، قال القاضي - رحمه الله : أي يدفق دفقا متتابعا دائما بقوة ، فكأنه من ضغط الماء لكثرته عند خروجه ، وأصل الغت الضغط والميزاب بكسر الميم . وقال الحافظ أبو موسى : بفتحها أيضا من وزب الماء أي سال ، فأصل ميزاب نوزاب ، قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ، ولا يظهر وجه فتح الميم ، ففي القاموس : أزب الماء كضرب جرى ومنه الميزاب ، أو هو فارسي معرب ، أي : بل الماء ، فعلى هذا يجوز أن يهمز الميزاب وأن يبدل همزه ياء ، وقال أيضا : وزب الماء سال ومنه الميزاب ، أو هو فارسي معرب ، ومعناه بل الماء ، فعربوه بالهمز ; ولهذا جمعوه مآزيب . ( يمدانه ) : بضم الميم ، وفي نسخة بضم الياء وكسر الميم ، أي : يزيدان الحوض في مائه ( من الجنة ) أي : من أنهارها ، أو من الحوض الذي له في الجنة المعبر عنه بالنهر الكوثر ( أحدهما من ذهب والآخر من ورق ) : بكسر الراء ويسكن ، أي : من فضة ، والقصد بهما الزينة باختلاف لون الأصفر والأبيض ، لا لكون الذهب عزيز الوجود هناك قياسا على ما في الدنيا ، ويمكن أن يكون ميزاب الذهب من نهر العسل ، وميزاب الفضة من نهر اللبن ، أو أحدهما من الماء ، والآخر من العسل ، أو اللبن يخلط به في الحوض ، والله تعالى أعلم .