5574 - ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10366744وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم : " أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال : لا إله إلا الله خالصا من قلبه " ) أي : لا يشوبه شك وشرك ، ولا يخلطه نفاق وسمعة ورياء ( أو نفسه ) : شك من الراوي ، وقيل : أسعد هنا بمعنى أصل الفعل ، وقيل : بل على بابه وإن كل أحد يحصل له سعادة شفاعته ، لكن المؤمن المخلص أكثر سعادة ; فإنه - صلى الله تعالى عليه وسلم - يشفع في إراحة الخلق من هول الموقف ، ويشفع في بعض الكفار كأبي طالب في تخفيف عذاب النار . وقال الكرماني : المراد هو أسعد ممن لم يكن في هذه المرتبة من الإخلاص البالغ غايته ، والدليل على التأكيد ذكر القلب ; إذ الإخلاص محله القلب ، ففائدته التأكيد كما في قوله تعالى : فإنه آثم قلبه ، وقال القاضي - رحمه الله : أسعد هنا بمعنى السعيد ; إذ لا يسعد بشفاعته من لم يكن من أهل التوحيد ، أو المراد بمن قال من لم يكن له عمل يستحق به الرحمة ، ويستوجب به الخلاص من النار ; فإن احتياجه إلى الشفاعة أكثر ، وانتفاعه بها أوفر .
قال الطيبي - رحمه الله : قد سبق أن حلول شفاعته إنما هو في حق من أثمر لإيمانه إما مزيد طمأنينة أو عمل ، وتختلف مراتب اليقين والعمل ; فيكون التفضيل بحسب المراتب ، ولذلك أكد خالصا بقوله : من قلبه ، أي : خالصا كائنا من قلبه ، وقد علم أن الإخلاص معدنه ومكانه القلب ، فذكر القلب هنا تأكيد وتقرير ، كما في قوله تعالى : فإنه آثم قلبه الكشاف : فإن قلت : هلا اقتصر على قوله : فإنه آثم ، وما فائدة ذكر القلب ، والجملة هي الآثمة لا القلب وحده ؟ قلت : كتمان الشهادة هو أن يضمرها ولا يتكلم بها ، فلما كان آثما مفتريا بالقلب أسند إليه ; لأن إسناد الفعل إلى الجارحة التي يعمل بها أبلغ ، ألا تراك تقول إذا أردت التوكيد : هذا مما أبصرته عيني ، ومما سمعته أذني ، ومما عرفه قلبي . ( رواه البخاري ) ، وفي رواية الجامع خالصا مخلصا من قلبه ولم يذكر : أو من نفسه .