قال التوربشتي - رحمه الله : يريد بجنبتي الصراط ناحيتيه اليمنى واليسرى ، والمعنى أن الأمانة والرحم لعظمة شأنهما وفخامة أمرهما ، مما يلزم العباد من رعاية حقهما يمثلان هنالك للأمين والخائن ، والواصل والقاطع ، فيحاجان عن المحق الذي راعاهما ، ويشهدان على المبطل الذي أضاعهما ; ليتميز كل منهما ، وقيل : يرسل من الملائكة من يحاج لهما وعنهما ، وفي الحديث حث على رعاية حقهما والاهتمام بأمرهما . وقال الطيبي - رحمه الله : ويمكن أن تحمل الأمانة على الأمانة العظمى ، وهي ما في قوله تعالى : إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال ، وصلة الرحم صلتهما الكبرى ، وهي ما في قوله تعالى : ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة إلى قوله تعالى : واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام فيدخل في الحديث معنى التعظيم لأمر الله والشفقة على خلق الله ، وكأنهما اكتنفا جنبي الإسلام الذي هو الصراط المستقيم ، وقطري الإيمان والدين القويم . ( رواه مسلم ) .