5695 - ( وعن أنس ، أن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال : " لا تزال جهنم يلقى ) أي يطرح ( فيها ) أي من الكفار والفجار ( وتقول هل من مزيد ؟ ) أي من زيادة ( حتى يضع رب العزة ) أي صاحب الغلبة والقوة والقدرة ( فيها قدمه ) وقد قدمنا ما يتعلق به ( فيزوى ) أي ينضم ويجتمع ( بعضها إلى بعض فتقول : قط قط ) أي مرتين ، والمراد بها الكثرة أو انحصار العدد ( بعزتك وكرمك ) أي [ ص: 3630 ] زيادة عطائك ( ولا يزال في الجنة فضل ) أي زيادة مساكن خالية عن السكان ( حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنهم ) من الإسكان ( فضل الجنة ) أي في تلك الزيادة منها . قال النووي في قوله : وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا . هذا دليل لأهل السنة على أن الثواب ليس متوقفا على الأعمال ، فإن هؤلاء يخلقون حينئذ ويعطون الجنة بغير عمل . قال الطيبي - رحمه الله - : وللمعتزلة أن يقولوا : إن نفي الظلم عمن لم يذنب ، دليل على أنه إن عذبهم كان ظلما وهو عين مذهبنا ، والجواب : أنا وإن قلنا : وإن عذبهم لم يكن ظلما ، فإنه لم يتصرف في ملك غيره ، لكنه تعالى لا يفعل ذلك لكرمه ولطفه مبالغة ، فنفي الظلم إثبات للكرم . ( متفق عليه ) .