5745 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : مثلي ) أي : ، صفتي العجيبة الشأن الغريبة البرهان ( ومثل الأنبياء ) أي : من الإخوان المشتركين في أساس البنيان من التوحيد وتحقيق الإيمان وتدقيق الإيقان مما يوجب مرتبة القرب والإحسان ( كمثل قصر ) أي : بناء مرتفع ( أحسن بنيانه ) أي : زين بناء أركانه ( ترك منه ) أي : من القصر ( موضع لبنة ) : والجملة استئناف بيان أو حال بتقدير قد أو بدونه ( فطاف به النظار ) : بضم النون وتشديد الفاء المعجمة أي : دار به الحاضرون ، وتفرج في جوانبه الناظرون ( يتعجبون من حسن بنيانه ) أي : يستحسنون أنواع أركانه ( إلا موضع تلك اللبنة ) ، فإنه خارج عن موضع الاستحسان داخل في موضع الاستغراب في ذلك الشأن ( فكنت ) أي : فصرت ( أنا ) : ضمير فصل للتأكيد وإفادة الحصر على وجه التأبيد ( سددت موضع اللبنة ) ، أي : لكوني خاتم النبيين ( وختم بي البنيان ) : حال أو استئناف بيان والمراد به بنيان الدين المشبه بذلك البنيان ( وختم بي الرسل ) . الظاهر أنهم هنا بمعنى الأنبياء أما على القول بالترادف أو باعتبار التجريد لأن الرسول نبي أمر بالتبليغ ويدل عليه قوله : وفي رواية : فأنا اللبنة ، وأنا خاتم النبيين ) : بكسر التاء ويفتح ، فيه إيماء إلى ما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم : بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .
قال الطيبي : هذا من التشبيه التمثيلي شبه الأنبياء وما بعثوا من الهدى والعلم ، وإرشادهم الناس إلى مكارم الأخلاق بقصر شيد بنيانه وأحسن بناؤه ، لكن ترك منه ما يصلحه ، وما يسد خلله من اللبنة ، فبعث نبيا لسد ذلك الخلل مع مشاركته إياهم في تأسيس القواعد ورفع البنيان ، هذا على أن يكون الاستثناء منقطعا ، ويجوز أن يكون متصلا من حيث المعنى ، إذ حاصل المعنى تعجبهم المواضع إلا موضع تلك اللبنة ، وليس ذلك المصلح إلا ما اختص به من معنى المحبة وحق الحقيقة الذي يعتنيه أهل العرفان ، وقوله : أنا سددت موضع اللبنة ، يحتمل أن يكون هو الساد بلبنة ذلك الموضع ، وأن يسده بنفسه ، ويكون بمنزلة اللبنة ، ويؤيد هذه الرواية الأخرى من قوله : فأنا اللبنة . ( متفق عليه ) .