5748 - وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10367156فضلت على الأنبياء بست : أعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، وأحلت لي الغنائم ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وأرسلت إلى الخلق كافة ، وختم بي النبيون . رواه مسلم .
وقال صاحب الخلاصة : ويجوز أن يكون ذكر الخمس أو الست لمناسبة المقام ، وحينئذ جاز أن يكون سبعا كما إذا ضمت الشفاعة إلى هذه الست . قلت : ويجوز أن تكون زائدة على السبع لما سيأتي ، ولما تقدم والله أعلم .
( أعطيت جوامع الكلم ) أي : قوة إيجاز في اللفظ مع بسط في المعنى فأبين بالكلمات اليسيرة المعاني الكثيرة ، وقد جمعت أربعين حديثا من الجوامع الواردة على الكلمتين اللتين هما أقل مما يتصور منه تركب الكلام ، ويتأتى منه
[ ص: 3676 ] إسناد المراد نحو قوله عليه السلام : العدة دين والمستشار مؤتمن ولا تغضب وأمثال ذلك ، وقد روى أبو يعلى في مسنده عن عمر رضي الله عنه : nindex.php?page=hadith&LINKID=10367157أعطيت جوامع الكلم ، واختصر لي الكلام اختصارا . وفي شرح السنة قيل : جوامع الكلم هي القرآن ، جمع الله سبحانه بلفظه معاني كثيرة في ألفاظ يسيرة وقيل : إيجاز الكلام في إشباع من المعنى ، فالكلمة القليلة الحروف منها تتضمن كثيرا من المعاني ، وأنواعا من الكلام ( ونصرت بالرعب ) : أطلقه هنا وقيد غايته فيما سبق بمسيرة شهر ( وأحلت لي ) أي : لأجلي على أمتي ( الغنائم ، nindex.php?page=hadith&LINKID=10367158وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وأرسلت إلى الخلق كافة ) أي : إلى الموجودات بأسرها عامة من الجن والإنس الملك والحيوانات والجمادات ، كما بينته في الصلوات العلية على الصلوات المحمدية . قال الطيبي : يجوز أن يكون كافة مصدرا أي : أرسلت رسالة عامة لهم محيطا بهم ، لأنها إذا شملتهم فقد كفتهم أن يخرج منها أحد ، وأن يكون حالا إما من الفاعل ، والتاء على هذا للمبالغة كتاء الرواية والعلامة ، وإما من المجرور أي مجموعين ( وختم بي النبيون ) أي : وجودهم ، فلا يحدث بعدي نبي ، ولا يشكل بنزول عيسى عليه السلام ، وترويج دين نبينا - صلى الله عليه وسلم - على أتم النظام وكفى به شهيدا شرفا ، وناهيك به فضلا عن سائر الأنام .