5755 - ( وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : إن الله عز وجل أجاركم ) أي : حفظكم وأنقذكم ( من ثلاث خلال ) أي : خصال ( أن لا يدعو عليكم نبيكم ) أي : يكفر بعضكم . قاله ابن الملك ، والأظهر أنه لا يدعو عليكم دعاء الاستئصال بالهلاك ( فتهلكوا جميعا ) ، أي : كما دعا نوح وموسى ، ذكره ابن الملك ، لكن دعاء موسى كان خاصا ببعض قومه وهو القبط دون السبط كما لا يخفى ، ( وأن لا يظهر ) ؟ أي : لا يغلب ( أهل الباطل ) أي : وإن كثر أنصاره ( على أهل الحق ) أي : وإن قل أعوانه ، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10363297لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة ) على ما رواه الحاكم عن عمر . وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10367176لا يزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها ) ولعله مقتبس من قوله تعالى : يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون وفي المصابيح على الحق قال شارح له أي : بحيث يمحقه ويطفئ نوره ، وإن كانت الرواية على أهل الحق ، فإنه أراد به الظهور كل الظهور حتى لا يبقى لهم فئة ولا جماعة . قال التوربشتي : يريد أن الباطل وإن كثرت أنصاره ، فلا يغلب الحق بحيث يمحقه ويطفئ نوره ، ولم يكن ذلك بحمد الله مع ما ابتلينا به من الأمر الفادح والمحنة العظمى بتسلط الأعداء علينا ، ومع استمرار الباطل ، فالحق أبلج والشريعة قائمة لم تخمد نارها ولم يندرس منارها ، ( وأن لا تجتمعوا على ضلالة ) أي : وأن لا تتفقوا على شيء باطل ، وهذا يدل على أن إجماع الأمة حجة ، وأن ما هو حسن عند الناس فهو حسن عند الله ويقويه قوله تعالى : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا .
فهذا مأخذ حسن لقولهم الإجماع حجة استنبطه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - رحمه الله - من الكتاب ، قال الطيبي وحرف النفي في القرائن زائد مثل قوله تعالى : ما منعك ألا تسجد وفائدة تأكيد معنى الفعل الذي يدخل عليه وتحقيقه وذلك أن الإجارة إنما تستقيم إذا كانت الخلال مثبتة أو منفية . ( رواه أبو داود ) .