في النهاية : الخلق بضم اللام وسكونها الدين والطبع والسجية ، وحقيقته أنه لصورة الإنسان الباطنة وهي نفسه وأوصافها المختصة بها بمنزلة الخفق كصورتها الظاهرة وأوصافها ومعانيها ، ولهما أوصاف حسنة وقبيحة ، والثواب والعقاب يتعلقان بأوصاف الصورة الباطنة أكثر مما يتعلقان بأوصاف الصورة الظاهرة ، والشمائل جمع شمال وهو الخلق انتهى . والشمال بالكسر بمعنى الطبع لا بمعنى اليسار ، ومنه قوله تعالى : يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل ولا بالفتح والهمز لأنه بمعنى الريح ، وكل منهما غير مناسب للباب .
الفصل الأول
5801 - ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10367221عن أنس رضي الله عنه قال : خدمت النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين ) ، وفي رواية مسلم : تسع سنين ( فما قال لي : أف ) : بضم الهمز وكسر الفاء المشددة ، وفي نسخة بفتحها ، وفي نسخة بتنوين المكسورة ، وهي ثلاث قراءات متواترات . وقال النووي في شرح مسلم : فيه عشر لغات : أف بضم الفاء وفتحها وكسرها بلا تنوين ، وبالتنوين ثلاثة أخر . وأف : بضم الهمزة وإسكان الفاء ، وإف بكسر الهمزة وفتح الفاء ، وأفي ، وأفه بضم همزتهما . قال شارح : وهي كلمة تبرم أي ما قال لي ما فيه تبرم وملال . ( ولا لم صنعت ) أي لأي شيء صنعت هذا بالفعل ( ولا ألا ) : بتشديد اللام أي هلا ( صنعت ) ، أي لم لا فعلت هذا الأمر ، والمعنى لم يقل لشيء صنعته لم صنعته ، ولا لشيء لم أصنعه ، وكنت مأمورا به لم لا صنعته . وقال الطيبي أف اسم فعل بمعنى أتضجر وأكره ، وحرف التحضيض في الماضي أفاد التنديم كما في المضارع يفيد التحريض ، واعلم أن ترك اعتراض النبي - صلى الله عليه وسلم - على أنس رضي الله عنه فيما خالف أمره إنما يفرض فيما يتعلق بالخدمة والآداب ، لا فيما يتعلق بالتكاليف الشرعية ، فإنه لا يجوز ترك الاعتراض فيه ، وفيه أيضا مدح أنس ، فإنه لم يرتكب أمرا يتوجه إليه من النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتراض ما . ( متفق عليه ) . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي في الشمائل ، وزاد : ( قط ) بعد قوله : ( أف ) ثم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10367222وما قال لشيء صنعته لم صنعته ، ولا لشيء تركته لم تركته ؟