569 - ( وعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بين العبد " ) أي : المسلم ( وبين الكفر ) : أي : مقاربته ، وقول ابن حجر : أي اتصافه به ، غير صحيح ; لما يلزم منه أن تارك الصلاة يكون كافرا ، ومن الغريب أنه تبجح بهذا التقرير ، وقال : لو فهم الشراح ما قلته لما أولوا وما تمحلوا ( ترك الصلاة ) : مبتدأ مؤخر . قال ابن الملك : متعلق " بين " محذوف ، تقديره : تركها وصلة بينه وبينه . وقال بعضهم : قد يقال لما يوصل الشيء إلى الشيء من شخص أو هدية هو بينهما . وقال الطيبي : ترك الصلاة مبتدأ والظرف المقدم خبره ، والظاهر أن فعل الصلاة هو الحاجز بين العبد والكفر ، فقال القاضي : يحتمل أن يئول ترك الصلاة بالحد الواقع بينهما ، فمن تركها دخل الحد ، وحام حول الكفر ، ودنا منه ، أو يقال : المعنى أن ترك الصلاة وصلة بين العبد والكفر ، والمعنى أنه يوصله إليه ، قيل : ويحتمل أن يقال : الكلام على خلاف الظاهر ، إذ ظاهره أن يقال : بين الإيمان والكفر ، أو بين المؤمن والكافر ، فوضع العبد موضع المؤمن ; لأن العبودية أن يخشع لمولاه ويشكر نعمه ، ووضع الكفر موضع الكافر وجعله نفس الكفر ، فكأنه قيل الفرق بين المؤمن والكافر ترك أداء الشكر ، فعلى هذا الكفر بمعنى الكفران ، وفي شرح السنة : اختلف في تكفير تارك الصلاة الفرض عمدا . قال عمر رضي الله عنه : لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة . وقال ابن مسعود : تركها كفر ، وقال عبد الله بن شقيق : كان أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة . وقال بعض العلماء : الحديث محمول على تركها جحودا أو على الزجر والوعيد ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد ، ومكحول ، ومالك ، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي : تارك الصلاة كالمرتد ولا يخرج من الدين . وقال : صاحب الرأي لا يقتل ، بل يحبس حتى يصلي ، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري . اهـ .