فإن ملكت كفاف قوت فكن به قنيعا فإن المتقي الله قانع
( وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوما : لن يبسط ) أي : لن يفرش ( أحد منكم ثوبه حتى أقضي ) أي : أفرغ ( مقالتي هذه ) : كأنه إشارة إلى دعاء دعاه حينئذ ذكره الطيبي ، وقيل : كانت مقالته دعاءه للصحابة بالحفظ والفهم ، والأظهر أن المراد بها الكلام الذي كان شرع فيه ( ثم يجمعه ) : بالنصب والرفع أي : يضم ثوبه ( إلى صدره فينسى من مقالتي ) أي : من أحاديثي ( شيئا أبدا ) : قال الطيبي : هو جواب النفي على تقدير أن ، فيكون عدم النسيان مسببا عن المذكورات كلها ، وأوثرت ( لن ) النافية دلالة على أن النسيان بعد ذلك كالمحال ، وقوله : من مقالتي شيئا إشارة إلى جنس المقالات كلها . ( فبسطت نمرة ) : بفتح النون وكسر الميم قال الطيبي أي : شملة مخططة من مآزر الأعراب ، وجمعها نمار كأنها أخذت من لون النمر لما فيها من السواد والبياض ، ( حتى قضى - صلى الله عليه وسلم - مقالته ) أي : تلك ( ثم جمعتها إلى صدري ، فوالذي بعثه بالحق ما نسيت من مقالته ) أي : من جنس مقالته ذلك فإن المصدر يذكر ويؤنث ، أو ذكر باعتبار معناها ، وهو القول والكلام . وقال الطيبي : إشارة إلى الجنس ، المقالة باعتبار المذكور ( إلى يومي هذا ) . وهو وقت رواية هذا الحديث ( متفق عليه ) .