5983 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( لا يزال الإسلام عزيزا ) أي : قويا شديدا أو مستقيما سديدا إلى اثني عشر خليفة ، قال الطيبي : إلى ها هنا نحو حتى في الرواية الأخرى ; لأن التقدير لا يزال الدين قائما حتى يكون عليهم اثنا عشر خليفة في أن ما بعدها داخل فيما قبلها . الكشاف في قوله تعالى : فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق إلى تفيد معنى الغاية مطلقا . فأما دخولها في الحكم وخروجها ، فأمر يدور مع الدليل ، فمما فيه دليل على الخروج قوله تعالى : ثم أتموا الصيام إلى الليل لأنه لو دخل الليل لوجب الوصال ، ومما فيه دليل على الدخول قولك : حفظت القرآن من أوله إلى آخره لأن الكلام مسوق لحفظ القرآن كله . ( كلهم من قريش ) : قال بعض المحققين : قد مضى منهم الخلفاء الأربعة ، ولا بد من تمام هذا العدد قبل قيام الساعة ، وقيل : إنهم يكونوا في زمان واحد يفترق الناس عليهم . وقال التوربشتي : السبيل في هذا الحديث وما يعتقبه في هذا المعنى أن يحمل على المقسطين منهم ، فإنهم هم المستحقون لاسم الخليفة على الحقيقة ، ولا يلزم أن يكونوا على الولاء ، وإن قدر أنهم على الولاء ، فإن المراد منه المسمون بها على المجاز .
وفي ( شرح مسلم ) للنووي قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض : توجه هنا سؤال ، وهو أنه قد جاء : الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، ثم تكون ملكا عضوضا ، وهو مخالف لهذا الحديث . وأجيب : بأن المراد بثلاثين سنة خلافة النبوة ، وقد جاء مفسرا في بعض الروايات : خلافة النبوة بعدي ثلاثين سنة ، ثم يكون ملكا ، ولم يشترط هذا في الإثني عشر ، وقيل : المراد باثني عشر أن يكونوا مستحقي الخلافة من العادلين ، وقد مضى منهم من علم ، ولا بد من تمام هذا العدد قبل قيام الساعة .
قلت : وقد حمل الشيعة الإثني عشر على أنهم من أهل بيت النبوة متوالية أعم من أن تكون لهم خلافة حقيقة أو استحقاقا ، فأولهم علي ، فالحسن ، فالحسين ، فزين العابدين ، فمحمد الباقر ، nindex.php?page=showalam&ids=15639فجعفر الصادق ، فموسى الكاظم ، فعلي الرضا ، فمحمد التقي ، فعلي التقي ، فحسن العسكري ، فمحمد المهدي - رضوان الله عليهم أجمعين - على ما ذكره زبدة الأولياء خواجه محمد يارسا في كتاب ( فصل الخطاب ) مفصلة ، وتبعه مولانا نور الدين عبد الرحمن الجامي في أواخر شواهد النبوة ، وذكر فضائلهم ومناقبهم وكراماتهم ومقاماتهم مجملة ، وفيه رد على الروافض حيث يظنون بأهل السنة أنهم يبغضون أهل البيت لاعتقادهم الفاسد ووهمهم الكاسد ، وإلا فأهل الحق يحمون جميع الصحابة ، وكل أهل البيت لا كالخوارج الأعداء لأهل بيت النبوة ولا كالروافض المعادين لجمهور الصحابة وأكابر الأمة .
وفي رواية ( لا يزال الناس ) أي : أمر دينهم ( ماضيا ) أي : جاريا مستمرا على الصواب والحق ( ما وليهم ) أي : مدة ما تولى أمرهم ( اثنا عشر رجلا كلهم في قريش ) وفي رواية : ( لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو ) : أو بمعنى الواو لمطلق الجمع أي و ( حتى يكون عليهم ) أي : على الناس متوليا ( اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ) متفق عليه .