صفحة جزء
6073 - وعن عبد الرحمن بن سمرة ، قال : جاء عثمان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بألف دينار في كمه حين جهز جيش العسرة ، فنثرها في حجره ، فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقلبها في حجره ويقول : ( ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم ) مرتين . رواه أحمد .


6073 - ( وعن عبد الرحمن بن سمرة ) ، أي : القرشي ، أسلم يوم الفتح ، وصحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى عنه ابن عباس والحسن وخلق سواهما . ( قال : جاء عثمان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بألف دينار في كمه حين جهز ) : بتشديد الهاء أي : حين رتب وعاون ( جيش العسرة ، فنثرها ) ، أي : كبها ( في حجره ) بكسر الحاء وفتحه أي : ثوبه أو حضنه - صلى الله عليه وسلم - ( فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقلبها ) ، أي : الدنانير ( بيده في حجره ويقول : ( ما ضر عثمان ما عمل ) : فاعل ضر ، والمعنى لم يضر عثمان الذي عمل أي : من الذنب سابقا ولاحقا ( بعد اليوم ) . أي : بعد عمله اليوم ( مرتين ) : ظرف يقول ، ولعل التكرار فيه وفيما قبله للإشعار بعدم ضرره ودوام نفعه في الدارين ، والمراد بالتثنية التكرير والتكثير ، ويؤيده أنه في رواية أحمد ويرددها مرارا . هذا وقال السيد جمال الدين في كمية رجال جيش العسرة روايتان : إحداها أنها سبعون ألف رجل ، والأخرى أنها عشرون ألفا ، وعلى اختلاف الروايتين جهز عثمان - رضي الله عنه - ثلث جيش العسرة ، فعلى هذا لا يكون الألف دينار الذي جاء به عثمان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كمه ثمن ثلاثمائة بعير والله أعلم اهـ . وفي الرياض : عن عبد الرحمن بن عوف قال : شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد جاءه عثمان بن عفان في جيش العسرة بتسعمائة أوقية من ذهب . أخرجه الحافظ السلفي . وهذه [ ص: 3921 ] الاختلافات في الروايات قد توهم التضاد بينهن ، والجمع ممكن بأن يكون عثمان دفع ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها على ما تضمنه الحديث السابق ، ثم جاء بالألف لأجل المؤن التي لا بد للمسافر منها ، ثم لما اطلع على أن ذلك لا يكفي زاد في الإبل وأردف بالخيل تتميما للألف ثم لما لم يكتف بذلك تمم الألف أبعرة وزاد عشرين فرسا على تلك الخمسين ، وبعث بعشرة آلاف دينار للمؤن ، وفي رواية أخرجها الدارقطني عن عثمان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظر في وجوه القوم فقال : ( من يجهز هؤلاء غفر الله له ) يعني جيش العسرة ، فجهزتهم حتى لم يفقدوا عقالا ولا خطاما ( رواه أحمد ) . وأخرجه الترمذي وقال : حسن غريب .

وعن حذيفة قال : بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى عثمان في جيش العسرة . فبعث إليه عثمان بعشرة آلاف دينار ، فصب بين يديه فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول بيده ويقلبها ظهرا لبطن ويقول : ( غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت وما هو كائن إلى يوم القيامة ما يبالي ما عمل بعدها ) أخرجه الملا في سيرته والفضائلي .

التالي السابق


الخدمات العلمية