صفحة جزء
6155 - وعن جميع بن عمير ، قال : دخلت مع عمتي على عائشة ، فسألت : أي الناس كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قالت : فاطمة . فقيل : من الرجال ؟ قالت : زوجها إن كان ما علمت صواما قواما . رواه الترمذي .


6155 - ( وعن جميع بن عمير ) بالتصغير فيهما قال المؤلف : تيمي من الكوفة ، قال السخاوي : سمع عمر وعائشة ، روى عنه العلاء بن صالح ، وصدقة بن المثنى ( قال : دخلت مع عمتي على عائشة ، فسألت ) ، أي : أنا ، وفي نسخة بصيغة التأنيث أي عمتي ( أي الناس كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قالت ) ، أي : عائشة ( فاطمة ) أي هي كانت أحب ( فقيل : من الرجال ) ؟ أي هذا جوابك من النساء فمن أحب إليه من الرجال ؟ ( قالت : زوجها ، رواه الترمذي ) . وفي الرياض عن عائشة ، سئلت أي الناس أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت : فاطمة فقيل من الرجال ؟ قالت : زوجها ؛ إن كان ما علمت صواما قواما ، أخرجه الترمذي وقال : حسن غريب . وفي الأزهار رواه السدي وقال الحاكم : السدي شيعي يسب الشيخين . اهـ .

وقد ذكروا أن السدي شخصان : كبير وهو سني ، وصغير وهو رافضي . قال السيوطي في شرح التقريب : من إمارات كون الحديث موضوعا أن يكون الراوي رافضيا ، والحديث في فضائل أهل البيت . قال الشيخ الحافظ علي بن عراق في كتاب : تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة ، أو في ذم من حاربهم ، وذكر بعض شيوخي أنه روى عن شيخه الحافظ المحدث البرهان الناجي بالنون أن من أمارات الموضوع أن يكون فيه ، وأعطى ثواب نبي أو النبيين ونحوهما . قلت : كلام السيوطي وابن عراق ليس على الإطلاق ، بل ينبغي أن يكون مقيدا بما إذا وجد فيه مبالغة زائدة غير معروفة في مدح أهل البيت أو ذم أعدائهم ، وإلا ففضل أهل البيت وذم من حاربهم أمر مجمع عليه عند علماء السنة وأكابر أئمة الأمة ، ثم لا يلزم من أكثرية المحبة تحقق الأفضلية إذ محبة الأولاد ، وبعض الأقارب أمر جبلي مع العلم القطعي بأن غيرهم قد يوجد أفضل منهم وأما بالنسبة إلى الأجانب فالأفضلية توجب زيادة المحبة ، وبهذا يندفع الإشكال والله أعلم بالأحوال .

التالي السابق


الخدمات العلمية