[ 11 ] باب مناقب أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي نسخة : ورضي الله عنهن . الفصل الأول
6184 - ( عن علي - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " خير نسائها " ) ، أي : نساء زمانها أو عالمها ( " مريم بنت عمران ، وخير نسائها nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة بنت خويلد " ) : بالتصغير . قال القرطبي : الضمير عائد إلى غير [ ص: 3989 ] مذكور ، لكنه يفسره الحال والمشاهد يعني به الدنيا والدين ، يظهر لي أن قوله : خير نسائها خبر مقدم ، والضمير لمريم فكأنه قال مريم خير نساء زمانها . ( متفق عليه ) . وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، ورواه الحارث عن عروة مرسلا : nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة خير نساء عالمها ، ومريم خير نساء عالمها ، وفاطمة خير نساء عالمها .
( وفي رواية قال أبو كريب ) : بالتصغير ( وأشار وكيع إلى السماء والأرض ) . قال التوربشتي : والضمير في الأولى عائد إلى الأمة التي كانت فيهم مريم ، وفي الثانية إلى هذه الأمة ، ولهذا كرر القول من أولها تنبيها على أن حكم كل واحد منهما غير حكم الآخر ، وكلا الفصلين كلام مستأنف وإشارة وكيع الذي هو من جملة رواة هذا الحديث إن السماء والأرض منبئة من كونهما خيرا ممن هو فوق الأرض وتحت أديم السماء ، وهو نوع من الزيادة في البيان ولا يستقيم أن يكون تفسيرا لقوله خير نسائها ، لأن إعادة الضمير إلى السماء غير مستقيمة فيه ، ثم إنهما شيئان مختلفان ، والضمير راجع إلى شيء واحد . قال القاضي : إنما وحد الضمير لأنه أراد جملة طبقات السماء وأقطار الأرض ، أو أن مريم خير من صعد بروحهن إلى السماء ، وخديجة خير نساء على وجه الأرض ، والحديث ورد في أيام حياتها . وقال الطيبي : يجوز أن يرجع الضمير إلى السماء والأرض وإن اختلفا باعتبار الدنيا مجازا كما عبر بهما عن العالم في قوله تعالى : إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء الكشاف ، أي : لا يخفى عليه شيء في العالم فعبر عنه بالسماء والأرض ، ونحوه قوله تعالى : الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة على معنى له الحمد في الدنيا والآخرة ، فعبر بهما عن الدنيا ، ويؤيد هذا التأويل ما سيأتي في الفصل الثاني من حديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=10367975 " حسبك من نساء العالمين مريم " الحديث . وتفسير وكيع : إنما يستقيم إذا بين ما أبهم في الحديث والمبهم فيه كل واحد . اهـ . وقال النووي : الأظهر في معناه أن كل واحدة منهما خير من نساء الأرض في عصرها ، وأما الفضل بينهما فمسكوت عنه . ذكره الجزري .