6204 - ( وعن أنس - رضي الله عنه - قال : جمع القرآن ) ، أي : قرأه كله ذكره شارح والأظهر أنه حفظه أجمع ( على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) ، أي : في زمانه ( أربعة ) ، أي : من الرجال ، أراد أنس بالأربعة أربعة من رهطه وهم الخزرجيون ، إذ روي أن جمعا من المهاجرين أيضا جمعوا القرآن . ( nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ، nindex.php?page=showalam&ids=32ومعاذ بن جبل ، nindex.php?page=showalam&ids=47وزيد بن ثابت ) ، وقد سبق ذكرهم ( وأبو زيد قيل لأنس من أبو زيد ؟ قال : أحد عمومتي ) : بضم العين والميم أي : أحد أعمامي ، قال المؤلف في أسمائه ، هو الذي جمع القرآن حفظا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد اختلف في اسمه فقيل : سعيد بن عمير ، وقيل : قيس بن السكن . اهـ .
والحاصل أن الذين حفظوا القرآن كله في حياته - صلى الله عليه وسلم - وهم من الأنصار هذه الأربعة ، فلا منافاة بينه وبين خبر : استقرءوا القرآن على أن مفهوم العدد غير معتبر ، وعلى أنه لا يلزم من الأخذ بالقرآن منهم أن يكونوا استظهروا القرآن جميعه ، هذا وفي شرح مسلم قال المازري : هذا الحديث مما تعلق به بعض الملاحدة في تواتر القرآن ، وجوابه من وجهين . أحدهما : أنه ليس فيه تصريح لأن غير الأربعة لم يجمعه ، فيكون المراد الذين علمهم من الأنصار أربعة ، فالمراد نفي علمه لا نفي غيره من القراء ، وقد روى مسلم : حفظ جماعات من الصحابة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وذكر منهم المازري خمسة عشر صحابيا ، وثبت في الصحيح أنه قتل يوم اليمامة سبعون ممن جمع القرآن ، وكانت اليمامة قريبا من وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - فهؤلاء الذين قتلوا من جامعيه يومئذ ، فكيف الظن . بمن لم يقتل ممن حضرها ومن لم يحضرها ، ولم يذكر في هؤلاء ، الأربعة : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، ونحوهم من كبار الصحابة الذين يبعد كل البعد أنهم لم يجمعوا مع كثرة رغبتهم في الخير وحرصهم على ما هو دون ذلك من الطاعات ، وكيف يظن هذا بهم ، ونحن نرى أهل عصرنا يحفظه منهم في كل بلدة ألوف . وثانيهما : أنه لو ثبت أنه لم يجمع إلا أربعة لم يقدح في تواتره ، إذ ليس من شرط التواتر أن ينقل جميعهم جميعه ، بل إذا نقل كل جزء عدد التواتر صارت الجملة متواترة بلا شك . قال التوربشتي : المراد من الأربعة أربعة من رهط أنس ، وهم الخزرجيون ، ويحتمل أنه أراد أربعة من الأنصار أوسهم وخزرجهم وهو أشبه ، وكان بين الحيين مناوأة قبل الإسلام بقيت منها بقية من العصبية بعد الإسلام ، فلعله ذكر ذلك على سبيل المفاخرة لما روي عن أنس أنه قال : افتخرت الأوس والخزرج فقالت الأوس : منا غسيل الملائكة حنظلة بن الكاتب ، ومنا من حمته الدبر عاصم بن ثابت ، ومنا من اهتز العرش لموته nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ . وقالت الحزرج : منا أربعة قرأوا القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يقرأه غيرهم : nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت ، وأبو زيد ، nindex.php?page=showalam&ids=32ومعاذ بن جبل ، nindex.php?page=showalam&ids=34وأبي بن كعب . فقوله : لم يقرأه غيرهم أي لم يقرأ كله أحد منكم يا معشر الأوس . ( متفق عليه ) .