6210 - ( وعن قيس بن عباد ) : بضم عين وتخفيف موحدة بصري من الطبقة الأولى من تابعي البصرة ، روى عن جماعة من الصحابة . ( قال : كنت جالسا في مسجد المدينة ، فدخل رجل على وجهه أثر الخشوع ) :
[ ص: 4004 ] أي السكون والوقار والحضور ( فقالوا ) ، أي : بعض الحاضرين ( هذا رجل من أهل الجنة ، فصلى ركعتين ) ، أي : تحية المسجد أو غيرها ( تجوز ) : بتشديد الواو أي : اختصر ( فيهما ) ، على ما لا بد منه وخففهما ، ففي النهاية : فأتجوز في صلاتي أي : أخففها وأقللها . ( ثم خرج وتبعته ، فقلت ) ، أي : له ( إنك حين دخلت المسجد قالوا : هذا رجل من أهل الجنة . قال : " والله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم ) قال النووي : هذا إنكار من عبد الله بن سلام عليهم حيث قطعوا له بالجنة ، فيحتمل أن هؤلاء بلغهم خبر nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص أن ابن سلام من أهل الجنة ولم يسمع هو ذلك ، ويحتمل أنه كره الثناء عليه بذلك تواضعا وإيثارا للخمول وكراهة للشهرة .
قال الطيبي : فعلى هذا الإشارة بقوله : ( فسأحدثك لم ذاك ) ؟ وهو بلا لام إلى إنكاره إياهم يعني أني أحدثك سبب إنكاري عليهم ، وهو هذا ( إني رأيت رؤيا ) : إلخ وهذا لا يدل على النص بقطع النبي - صلى الله عليه وسلم - على أني من أهل الجنة كما نص على غيري ، ويمكن أن تكون الإشارة بذلك إلى قولهم : هذا رجل من أهل الجنة يعني لا ينبغي لأحد ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه أن يقول بما لا يعلم ، فإنهم علموا ذلك وقالوا : وأنا أيضا أقول : رأيت رؤيا ( على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ، أي : في زمانه ( فقصصتها عليه ، ورأيت ) : بيان لما قبله ( كأني في روضة ، ذكر ) ، أي : nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ( من سعتها ) : بفتح أوليها ( وخضرتها ، وسطها ) بالنصب على أنه " ظرف وقع خبرا مقدما لمبتدأ مؤخر هو قوله : ( عمود من حديد ، أسفله ) ، أي : أسفل العمود ( في الأرض ، وأعلاه في السماء ) : والجملتان صفتان لعمود ( في أعلاه ) ، أي : العمود ( عروة ) : بضم العين أي : حلقة ، ففي القاموس : العروة من الدلو والكوز المقبض فاستعيرت لما يوثق ويعول عليه ( فقيل لي : ارقه ) ، بفتح القاف وسكون الهاء للسكت ، وفي نسخة بضم الهاء على أنه ضمير ، ففي القاموس : رقي كرضي وصعد ، وقال ابن الملك : من رقي يرقى إذا صعد والهاء للسكت ، ويجوز أن يعود إلى العمود ( فقلت : لا أستطيع ) ، أي : الرقي والصعود ( فأتاني منصف ) : بكسر الميم وفتح الصاد ذكره النووي وعليه النسخ المعتمدة . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض : ويقال بفتح الميم وهو الخادم من نصف نصافة إذا خدم ، وفي شرح مسلم قالوا : هو الوصيف الصغير المدرك للخدمة ( فرفع ) ، أي : المصنف ( ثيابي من خلفي ، فرقيت ) : بكسر القاف . وقال ميرك : وحكي بفتحها . أقول : وفيه نظر إذ رقى يرقي كرمى يرمي من الرقية ، ولا معنى لها ها هنا بل المراد فصعدت ( حتى كنت في أعلاه ) أي : أعلى العمود ، وفي نسخة في أعلاها أي : أعلى العروة ( فأخذت ) : وفي نسخة أخذت ( بالعروة ، فقيل ) ، أي : لي ( استمسك ) ، أي : بالغ في المسك بمعنى الأخذ ( فاستيقظت وإنها لفي يدي ) ، أي : أن الاستيقاظ كان حال الأخذ من غير فاصل ، فلم يرد أنها بقيت في يده حال يقظته ، ولو حمل على ظاهره ما امتنع في قدرة الله تعالى ، لكن يظهر خلافه ، ويحتمل أن يريد أن أثرها بقي في يدي بعد الاستيقاظ كأن يصبح فيرى يده مقبوضة ، ( فقصصتها على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " تلك الروضة الإسلام ، وذلك العمود عمود الإسلام ، وتلك العروة " ) ، مبتدأ خبره قوله ( " الوثقى " ) ، وفي نسخة صحيحة العروة الوثقى . قال الطيبي : الوثقى من الحبل الوثيق المحكم المأمون انقطاعها ( " فأنت على الإسلام حتى تموت " ) . اهـ . كلامه - صلى الله عليه وسلم - ( فقال قيس : وذلك الرجل nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام ) . ولا يبعد أن يكون من قول nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام بأن يخبر عن نفسه ( متفق عليه ) .