6219 - ( وعنه ) ، أي : عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ( قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح ) ، أي : فتح مكة ( فقال : " من دخل دار أبي سفاان فهو آمن " ) ، أي : ذو أمن والأمن ضد الخوف ، وقيل ، أي : مأمون . قال الطيبي : إنما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك حين أسلم أبو سفيان ، قال العباس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هذا رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا . قال : " نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن " . قال المؤلف : هو nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان بن صخر بن حرب الأموي القرشي والد معاوية ، ولد قبل الفيل بعشر سنين ، وكان من أشراف قريش في الجاهلية ، وكان انتهى إليه راية الرؤساء في قريش ، أسلم يوم فتح مكة ، وكان من المؤلفة قلوبهم ، وشهد حنينا ، وأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - مائة بعير وأربعين أوقية فيمن أعطاه من المؤلفة قلوبهم ، وفقئت عينه يوم الطائف ، فلم يزل أعور إلى يوم اليرموك فأصاب عينه الأخرى حجر فعميت ، روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس ، مات سنة أربع وثلاثين بالمدينة ودفن بالبقيع . ( " ومن ألقى السلاح " ) ، أي : آلة الحرب ( " فهو آمن " فقالت الأنصار ) ، أي : بعضهم ( " أما الرجل ) ، أي : النبي - صلى الله عليه وسلم - ( فقد أخذته رأفة ) ، أي : شدة رحمة ( بعشيرته ) ، أي : قبيلته ( ورغبة ) ، أي : محبة ( في قريته ) ، أي : في أهل بلدته ، أو بالسكون في قريته ( ونزل الوحي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) . أي : بما قالوا : ( قال : " قلتم : أما الرجل أخذته " ) : وفي نسخة صحيحة " فقدا أخذته ( " رأفة بعشيرته ورغبة في قريته ، كلا " ) : ردع أي : ليس الأمر كما توهمتم من إقامتي بمكة ، لأن هجرتي إلى المدينة كانت خالصة لله كما بينه بقوله : ( " إني عبد الله ورسوله ) ، أي : كوني على هذه الصفة يقتضي أن لا أعود إلى دار تركتها لله ، وأن لا أرغب في بلدة هاجرت منها إلى الله ( " هاجرت منها إلى الله ) ، أي : إلى ثوابه أو مأموره ( " وإليكم " ) ، أي : وإلى دياركم لميلكم إلي وإلى المهاجرين إليكم ، كما قال [ ص: 4010 ] تعالى : والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم وخلاصته أن القصد من الهجرة كان إلى الله ، وأن التهاجر كان من دار قومي إلى داركم ( " المحيا " ) ، أي : محياي ( " محياكم . والممات " ) ، أي : مماتي ( " مماتكم " ) . والمعنى ما حييت أحي في بلادكم كما تحيون فيه ، وإذا توفيت توفيت في بلادكم كما تتوفون لا أفارقكم حيا ولا ميتا . ( قالوا ) ، أي : الأنصار ( والله ما قلنا ) ، أي : ما قلناه ( إلا ضنا ) : بكسر الضاد المعجمة وتشديد النون أي : شحا وبخلا ( بالله ورسوله ) . أي : من شرف الجوار والصحبة ، واسم الله للتحسين والتزيين . وقال الطيبي : يريدون ما قلنا ذلك إلا ضنة بما آتانا الله من كرامته خشية أن يفوتنا فيناله غيرنا ، وشحا برسوله - صلى الله عليه وسلم - أن ينتقل من بلدتنا إلى بلدته . انتهى .
وتوضيحه أنهم عنوا أن الآدمي مجبول على حب الأقارب والأوطان ، فخشينا أن تميل عنا إليهم ، فحركناك بهذا الكلام وجربناك ليتبين لنا المرام ، فلا يرد . كيف قالوا ذلك مع قوله تعالى : لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا على ما أورده الطيبي رحمه الله . ( قال : " فإن الله ورسوله يصدقانكم " ) ، أي : في إخباركم عن أخباركم ( ويعذرانكم ) . بفتح أوله ويضم أي يقبلان ما ذكرتم من اعتذاركم فيما قلتم من دعوى الضنة ، وفيه دلالة على جواز البخل بالعلماء والصلحاء ، وعدم الرضا بمفارقتهم . ( رواه مسلم ) .