( باب ذكر اليمن والشام وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس القرني ) في المغرب : اليمن مأخوذ من اليمين بخلاف الشام ، لأنها بلاد على يمين الكعبة والنسبة إليها يمني بتشديد الياء أو يماني بالتخفيف على تعويض الألف من إحدى يائي النسبة وفي القاموس : اليمن محركة ما على يمين القبلة من بلاد الغور ، وهو يمني ويماني ويمان ، والشام بلاد عن مشاءمة القبلة ، وسميت بذلك لأن قوما من بني كنعان تشاءموا إليها أي تياسروا ، أو سمي بشام بن نوح ، فإنه بالشين بالسريانية ، أو لأن أرضها شامات بيض وحمر وسود ، وعلى هذا لا يهمز وقد يذكر . قلت : وعلى الأول يهمز ويجوز إبدالها ، وهو الأشهر في الاستعمال ، والأشمل للمعاني ، ثم المراد بذكر اليمن والشام أعم من أن يكون الحديث متعلقا بذكر المكانين أو بأهليهما ، فقوله : وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس القرني تخصيص بعد تعميم للتشريف ، ثم القرني بفتحتين ، ففي القاموس : القرن بفتح فسكون ميقات أهل نجد ، وهي قرية عند الطائف ، واسم الوادي كله ، وغلط الجوهري في تحريكه ، وفي نسبة nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس القرني إليه ، لأنه منسوب إلى قرن بن رومان بن ناجية بن مراد أحد أجداده .
الفصل الأول 6266 - ( عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس ) : تصغير أوس ( " لا يدع " ) ، أي : لا يترك ( باليمن غير أم له ) : والمعنى أنه ليس له أهل وعيال في اليمن .
( وفي رواية قال ) ، أي : عمر ( سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن خير التابعين " ) ، أي : من حيث أنه من المخضرمين ، وحصل له مانع شرعي عن حضور حضرته ونور طلعته - صلى الله عليه وسلم - . ( " رجل يقال له أويس " ) ، قال النووي : والحديث يدل على أنه خير التابعين ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل وغيره : أفضل التابعين nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، والجواب أن مرادهم أن سعيد أفضل في العلوم الشرعية كالتفسير والحديث والفقه ونحوها لا في كونه أكثر ثوابا عند الله تعالى .
( " وله والدة " ) ، أي : أم ، وهو بار لها ( " وكان به بياض " ) ، أي برص وذهب الله به أي : أذهبه كله إلا قدر اليسير ، وفيه معجزة ظاهرة ( " فمروه " ) ، أي : فالتمسوه أو مروه بناء على أمرنا إياكم أو إياه ( " فليستغفر لكم " ) . قال ابن الملك : أمر - صلى الله عليه وسلم - أصحابه باستغفار أويس لهم وإن كان الصحابة أفضل من التابعين ليدل على أن الفاضل يستحب له أن يطلب الدعاء من المفضول ، أو قاله - صلى الله عليه وسلم - تطيبا لقلبه ; لأنه كان يمكنه الوصول إلى حضرته ، لكن منعه بره لأمه ، فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - به ليندفع به أنه مسيء في التخلف اهـ . وهو لا ينافي ما نقل أنه ترك أمه وجاء واجتمع بالصحابة فإن امتناعه من الإتيان كان بعذر عدم من يكون في خدمتها وقائما بمؤنتها ، فلما وجد السعة توجه إلى الصحابة أو لما فرض حجة الإسلام تعين مأتاه أو أذنت له بالسير في سبيل الله . ( رواه مسلم ) .
وفي الرياض ، عن أسيد بن جابر قال : كان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن يسألهم : أفيكم nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس بن عامر ؟ حتى أتى على أويس فقال : أنت nindex.php?page=showalam&ids=12338أويس بن عامر ؟ قال : نعم . قال : من مراد ثم من قرن ؟ قال : نعم . قال : فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم ؟ قال : نعم . قال ألك والدة ؟ قال : نعم . قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10368088يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ، ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم ، له والدة وهو لها بر لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل " فاستغفر لي فاستغفر له ، فقال له عمر : أين تريد ؟ قال : الكوفة . قال : ألا أكتب لك إلى عاملها . قال : أكون في غبراء الناس أحب إلي . قال : فلما كان في العام المقبل حج رجل من أشرافهم ، فوافق عمر فسأله عن أويس فقال : تركته رث البيت قليل المتاع . - صلى الله عليه وسلم - : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر الحديث . ثم قال : " فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل " فأتى أويسا فقال : استغفر لي ، فقال : أنت أحدث عهدا بسفر صالح فاستغفر لي . قال : لقيت عمر ؟ قال : نعم ، فاستغفر له ففطن له الناس ، فانطلق على وجهه . أخرجه مسلم اهـ . ولا يخفى أن وجه خفائه أنه كان مستجاب الدعوة في مادة الاستغفار ، ولو كان ظاهر التوجه إليه البر والفاجر مستورا أو غيره ، فلا يمكنه الاستغفار للكل ، ولا امتناعه عن البعض لما يوجب من الإيحاش وكشف الحال والله أعلم بالأحوال . وروى الحاكم عن علي مرفوعا " nindex.php?page=hadith&LINKID=10368089خير التابعين أويس " . روى ابن عدي عن ابن عباس : " سيكون في أمتي رجل يقال له أويس بن عبد الله القرني وأن شفاعته في أمتي مثل ربيعة ومضر .