6268 - ( وعنه ) ، أي : عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " رأس الكفر " ) ، أي : معظمه ذكره السيوطي ، والأظهر أن يقال منشؤه ( " نحو المشرق " ) ، بالنصب قال الطيبي نحوه : رأس الأمر الإسلام ، أي : ظهور الكفر من قبل المشرق . وقال ابن الملك ، أي : منه يظهر الكفر والفتن كالدجال ويأجوج ومأجوج وغيرهما . وقال النووي : المراد باختصاص المشرق به مزيد تسلط الشيطان على أهل المشرق ، وكان ذلك في عهده - صلى الله عليه وسلم - ويكون حين يخرج الدجال من المشرق فإنه منشأ الفتن العظيمة ومثار الكفر . وقال السيوطي ، نقلا عن الباجي : يحتمل أن يريد فارس وأن يريد نجدا ( " والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل " ) ، قال الراغب : الخيلاء التكبر عن تخيل فضيلة تراءت للإنسان من نفسه ومنها يتأول لفظ الخيل ما قيل أنه لا يركب أحد فرسا إلا وجد في نفسه نخوة ، والخيل في الأصل اسم للأفراس والفرسان جميعا اهـ .
والأظهر أن الخيل اسم حتى للفرس لقوله تعالى " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل أما قوله : " يا خيل الله اركبوا " فمجاز . ( " والفدادين " ) : بالتشديد ويخفف أي : وفي الفلاحين عطف على أهل الخيل وقوله : ( " أهل الوبر " ) ، بفتح الواو والموحدة شعر الإبل وهو بالجر بدل أو بيان ، والمراد بهم سكان الصحاري ، لأن بيوتهم غالبا خيام من الشعر . قال صاحب النهاية : الفدادون بالتشديد الذين تعلو أصواتهم في حروثهم ومواشيهم ، واحدهم فداد ، يقال : فد الرجل يفد فديدا إذا اشتد صوته ، وقيل : هم المكثرون من الإبل ، وقيل : هم الجمالون والبقارون والحمارون والرعيان ، و قيل : الفدادون بالتخفيف جمع فداد مشددا ، وهي البقرة التي تحرث بها وأهلها أهل جفاء وغلظة . قال التوربشتي : إذا روي بالتخفيف تقديره : وفي أهل الفدادين ، وأرى أصوب الروايتين بالتشديد لما في حديث أبي مسعود الذي يتلو هذا الحديث ، والجفاء الغلظ في الفدادين والتخفيف في هذه الرواية غير مستقيم ، وتقدير الحذف فيه مستبعد رواية ومعنى ، فرددنا المختلف فيه إلى المتفق عليه ، هذا وقد صح nindex.php?page=hadith&LINKID=10368095عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه رأى مسكة وشيئا من آلات الحرث فقال : " ما دخل هذا دار قوم إلا أدخل عليهم الذل " وأين إيقاع الفخر والخيلاء من موقع الذل ؟ قلت : لعله - صلى الله عليه وسلم - أخبر عما سيقع في آخر الزمان من أن كثرة الزراعة تكون سببا للافتخار والتكبر ، كما هو مشاهد في أرباب الدنيا من أهل المزارع الكثيرة في العجم بحيث أنهم يتقدمون في المحافل على أصحاب الإبل والخيل ، بل لهم اعتبار عظيم عند الملوك حتى يصير أكثرهم وزراء لهم وكبراء عند سائر رعيتهم . ( " والسكينة " ) ، أي : الوقار والتأني والحلم والأنس ( " في أهل الغنم " متفق عليه ) . وكذا رواه الإمام مالك . قال ميرك : إلا أن مسلما لم يقل : والفدادين بالواو ، بل هي محذوفة فيه ، وفي البخاري ثابتة ، فعلى رواية مسلم نعت لأهل الخيل ، وعلى إثباته عطف عليها . قلت : فعلى رواية مسلم مراد الجمع بين الوصفين ، وعلى رواية البخاري يراد التغاير بينهما ، فيكون عطفا على الخيل برواية تخفيف الفدادين ، وعلى أهل الخيل برواية التشديد والله الملهم للتسديد .