صفحة جزء
626 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر ، وصلاة العصر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكم ، فيسألهم ربهم - وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون ) . متفق عليه .


626 - ( وعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يتعاقبون فيكم ) " : أي : يجيء أحد عقب أحد ، وطائفة غب طائفة ، وقياسه يتعاقب ، لأن فاعله مذكور بعده وهو ( ملائكة بالليل ) : فهو إما بدل من ضمير يتعاقبون أو مبتدأ أو فاعل له ، والواو علامة له " ( وملائكة بالنهار ) " : وهم الذين يكتبون أعمال العباد ، وقيل : غيرهم : قال النووي : قيل الواو علامة الفاعل ، وهي لغة بني الحارث وحكوا فيه قولهم : أكلوني البراغيث ، وعليه حمل الأخفش قوله تعالى : وأسروا النجوى الذين ظلموا وقال أكثر النحويين : الاسم بدل من الضمير أي : يتعاقبون في نزولهم ، فتنزل ملائكة النهار قبل الفجر ، وتصعد بعد العصر ، وتنزل ملائكة الليل قبل العصر وتصعد بعد الفجر . ومن ثم قال : ( ويجتمعون في صلاة الفجر ) : أي : أولها ( وصلاة العصر ) : أي : آخرها واجتماعهم في الوقتين من لطف الله ; ليكونوا شاهدين بما شهدوه من الخير ، وقيل : خصتا لأن العبادة فيهما مع كونهما وقت اشتغال وغفلة أدل على الخلوص . قيل : وفيه تحريض الناس على المواظبة على الطاعة في هذين الوقتين . ( ثم يعرج الذين باتوا فيكم ) : إيذان بأن ملائكة الليل لا يزالون يحفظون العباد إلى الصبح ، وكذلك ملائكة النهار إلى الليل ( فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم ) : أي : منهم : وسؤالهم تعبد لملائكته كما يكتب الأعمال وهو أعلم بالجميع ، وقيل : سؤاله تعالى من الملائكة ، لأنه يتباهى بعباده العاملين أو للتوبيخ على القائلين : أتجعل فيها من يفسد فيها ( كيف تركتم عبادي ) أي : على أي حالة تركتموهم عليها . قال ميرك : اقتصر على سؤال الذين باتوا دون الذين ظلوا اكتفاء بذكر أحد المثلين عن الآخر ، أو لأن حكم طرفي النهار يعمل من حكم طرفي الليل ، أو لأن الليل مظنة المعصية ، فلما لم يقع منهم عصيان كان النهار أولى بذلك ، أو يحمل باتوا على معنى أعم من المبيت بالليل والإقامة بالنهار ، ويؤيده رواية النسائي بلفظ : ثم يعرج الذين كانوا فيكم ، أو يحمل على اقتصار الراوي ، ويدل عليه رواية ابن خزيمة في صحيحه ، فإن فيها التصريح بسؤال كلتا الطائفتين ( فيقولون : تركناهم وهم يصلون ) : أي : الصبح والجملة حال ( وأتيناهم ) " : أي : وجدناهم ونزلنا عليهم " ( وهم يصلون ) : أي : العصر ( متفق عليه ) : ورواه النسائي ، وأحمد قاله ميرك .

التالي السابق


الخدمات العلمية