ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خرجت من النار ) . فنظروا إليه فإذا هو راعي معزى . رواه مسلم .
660 - ( وعن أنس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يغير ) من الإغارة ( إذا طلع الفجر ) ليعلم أنهم مسلمون أو كفار ، وفيه اقتباس من قوله تعالى : فالمغيرات صبحا صيغة المضارعة تدل على الاستمرار أي : كان عادته ودأبه ، والإغارة : كبس القوم على غفلة وهي بالليل أولى ، ولعل تأخيرها إلى الصبح لاستماع الأذان نقله ميرك ، وكتب تحته : وفيه ولا أعلم ما فيه إلا أن يقال الاستمرار مستفاد من كان ، لا من المضارعة ، والله أعلم . ( وكان يستمع الأذان ) أي : يطلب سماعه ليعرف حالهم به ( فإن سمع أذانا ) وضعه موضع ضميره إشعارا بأن من حقه وكونه من علامات الدين أن لا يتعرض لأهله ( أمسك ) أي : عن الإغارة وتركها ( ولا ) أي : وإن لم يسمع الأذان ( أغار ) من الإغارة ، وهو النهب . قيل : استماعه عليه السلام للأذان وانتظاره إياه كان حذرا من أن يكون فيهم مؤمن فيغير عليه غافلا عن حاله ، وهذا يدل على جواز مقاتلة الكفار ، والإغارة عليهم قبل الدعوة والإنذار ، إلا أن الدعوة مستحبة ، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري وأبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وأحمد وإسحاق ومنع مالك من مقاتلتهم قبلها كذا ذكره ابن الملك . ( فسمع ) الفاء فصيحة أي : لما كان عادته ذلك استمع فسمع ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10356902 " رجلا يقول : الله أكبر الله أكبر . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( على الفطرة ) أي : أنت أو هو على الدين أو السنة أو الإسلام ; لأن الأذان لا يكون
[ ص: 562 ] إلا للمسلمين ( ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خرجت ) أي : بالتوحيد ( من النار ) عني بسبب أنك تركت الشرك بالله بذلك القول قاله ابن الملك . وقال الطيبي : إشارة إلى استمرار تلك القوة وعدم تصرف الوالدين فيه بالشرك ، وأما خرجت بلفظ الماضي ، فيحتمل أن يكون تفاؤلا وأن يكون قطعا ; لأن كلامه عليه السلام حق وصدق فنظروا أي : الصحابة ( إليه ) أي : إلى ذلك الرجل ( فإذا هو ) أي : المؤذن ( راعي معزى ) بكسر الميم بمعنى المعز ، وهو اسم جنس ، وواحد المعزى ماعز وهو خلاف الضأن . قاله الطيبي ، وهو بالتنوين ، وقيل بتركه ، وقيل كل ينونونها في النكرة . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : معزى منون مصروف . وقيل : الألف المحذوف للإلحاق لا للتأنيث . ( رواه مسلم ) قال السيد : وروى البخاري صدر الحديث إلى قوله : " إلا أغار " .