إمام عادل ، وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ، ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال فقال : إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) . متفق عليه .
701 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سبعة ) : أي : أشخاص ، ولا مفهوم له ، إذ ورد ما يدل على الزيادة ( يظلهم الله ) : أي : يدخلهم ( في ظله ) أي : رحمته ( يوم لا ظل ) " أي : لا قدرة ولا رحمة ( إلا ظله ) قال ابن الملك في شرح السنة : أي يدخلهم في حراسته ورعايته ، وقيل : المراد ظل العرش إذ جاء في بعض طرق الحديث في ظل عرشه اهـ .
وفيه إشكال لما ورد من دنو الشمس من الرءوس المستلزم لكونها تحت العرش المستلزم لعدم الظل ، إذ لا يظهره إلا الشمس . وأجاب ابن حجر بمنع دعوى أنه لا يظهره إلا هي ، وقال : ألا ترى أن الجنة لا شمس فيها مع قوله عليه السلام : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10357090إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها كذا ) فكما جاز للشجرة ظل مع عدم الشمس ، فكذلك العرش اهـ . وحاصله أن الظل غير مختص بما يحجب عن نور الشمس ، بل عام في كل نور كنور القمر في الدنيا ، وأنوار الجنة في العقبى ، لكن لا خفاء في عدم ظهور الجواب ، ويمكن أن يقال : إن المراد به لأن يرتفع إلى ظل العرش من حضيض الفرش ، أو ظل العرش يغلب على الشمس بالنسبة إليه فلا يبقى له تأثير الحرارة ، ومنه خبر : جز يا مؤمن فإن نورك أطفأ لهيبي . قال الراغب : الظل ضد الضح وهو أعم من الفيء ، ويعبر به عن العزة والمنعة يقال : أظلني أي : حرسني
[ ص: 594 ] جعلني في ظله أي في عزه ومنعته ، قيل : في ظله تأكيد وتقرير ، لأن قوله : يظلهم لا يحتمل ظل غيره يعني أن الله تعالى يحرسهم من كرب الآخرة ويكنفهم في رحمته . ( إمام عادل ) : من يلي أمور المسلمين من الأمراء وغيرهم ; لأن الناس كانوا في ظله في الدنيا ، فجوزي بنظيره في الآخرة جزاء وفاقا وقدمه لأنه أفضل السبعة فإنهم داخلون تحت ظله ، ( وشاب نشأ ) أي : نما وتربى ( في عبادة الله ) أي : لا في معصيته ، فجوزي بظل العرش لدوام حراسة نفسه عن مخالفة ربه ( ورجل قلبه معلق بالمسجد ) وفي نسخة : في المسجد . قال العسقلاني قوله : معلق في المسجد هكذا هو في الصحيحين ، وظاهره أنه من التعليق كأنه شبهه بمثل القنديل إشارة إلى طول الملازمة بقلبه ، ويحتمل أن يكون من العلاقة وهي شدة الحب ، ويدل عليه رواية أحمد : معلق بالمسجد ، فجوزي لدوام محبة ربه وملازمته بيته بظل عرشه . ( إذا خرج منه ) أي : من المسجد ( حتى يعود إليه ) : لأن المؤمن في المسجد كالسمك في الماء ، والمنافق في المسجد كالطير في القفص ( ورجلان ) : مثلا ( تحابا في الله ) أي : لله أو في مرضاته ( اجتمعا عليه ) أي : على الحب في الله إن اجتمعا ( " وتفرقا عليه ) أي : إن تفرقا يعني يحفظان الحب في الحضور والغيبة . وقال الطيبي : تفرقا عليه من مجلسهما ، وقيل : التفرق بالموت . وقال العسقلاني : قوله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه ، وفي رواية الكشميهني : اجتمعا عليه ، فكأن كل واحد منهما كان يحرس صاحبه عن مخالفة ربه ، فإن المؤمن مرآة المؤمن فجوزيا بذلك ( ورجل ذكر الله خاليا ) أي : من الناس ، أو من الرياء ، أو مما سوى الله ( ففاضت عيناه ) أي : سالت وجرت دموع عينيه . وفي الإسناد مبالغة لا تخفى ، فجازاه الله على الملأ الأعلى ، ( ورجل دعته امرأة ) : أي : إلى الزنا بها ( ذات حسب ) قال ابن الملك : الحسب ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه ، وقيل : الخصال الحميدة له ولآبائه ( وجمال ) أي : في غاية كمال ( فقال ) بلسانه أو قلبه ( إني ) بسكون الياء وفتحها ( أخاف الله ) أي : مخالفته أو عقوبته أو سخطه ، ومن خاف سلم ( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها ) قال ابن الملك : هذا محمول على التطوع ; لأن إعلان الزيادة أفضل ( حتى لا تعلم ) : بفتح الميم وقيل بضمها ( شماله ) قيل : فيه حذف أي : لا يعلم من بشماله ، وقيل يراد المبالغة في إخفائها وأن شماله لو تعلم لما علمتها ، ولما بالغ في إخفاء عمله لله جازاه الله بإظهار فضله ( ما تنفق ) : وجوز في الفعلين التذكير ( يمينه ) : ووقع في مسلم : لا تعلم يمينه ما تنفق شماله ، وهو مقلوب سهو عند المحققين قاله العسقلاني . ( متفق عليه ) : ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي . nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، ذكره ميرك .