714 - ( وعن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( اجعلوا في بيوتكم ) ، بكسر الباء وضمه ( من صلاتكم ) ، أي : بعض صلاتكم التي هي النوافل مؤداة في بيوتكم ، وقوله : من صلاتكم مفعول أول ، وفي بيوتكم مفعول ثان ، قدم على الأول للاهتمام بشأن البيوت ، وإن من حقها أن يجعل لها نصيبا من الطاعات لتصير منورة ; لأنها مأواكم ومنقلبكم ، وليست كقبوركم التي لا تصلح لصلاتكم ، ولذا قال : ( ولا تتخذوها ) ، أي : بيوتكم ( قبورا ) : بأن تتركوا الصلاة فيها كما تتركونها في المقابر ، شبه المكان الخالي عن العبادة بالمقبرة والغافل عنها بالميت ، وقيل لا تجعلوا بيوتكم مواطن النوم لا تصلون فيها ، فإن النوم أخو الموت ، وقيل : إن مثل ذاكر الله ومثل غير ذاكر الله كمثل الحي والميت الساكن في البيوت ، والساكن في القبور ، فالذي لا يصلي في بيته جعله بمنزلة القبر ، كما جعل نفسه بمنزلة الميت ، وقيل : معناه لا تدفنوا فيها موتاكم ; لئلا يكدر عليكم معاشكم ومأواكم ، ( متفق عليه ) .
[ ص: 602 ] وفي رواية مسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10357119لا تتخذوا بيوتكم مقابر ) ، ذكره ميرك ، قيل : الأفضل في النوافل فعلها في البيت لخبر مسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10357046أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) ، ولسلامتها من الرياء ولعود بركتها إلى البيت وأهله ، وقيل : فعلها في المسجد أفضل ، وقيل : في النهار ، المسجد أفضل ، وفي الليل ، البيت أفضل ، وقيل : إن كسل عن فعلها في البيت فالمسجد أفضل وهو غير ظاهر ، ورد أنه - عليه السلام - صلى بعض النوافل في المسجد لبيان الجواز كركعتين بعد الجمعة ، صححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان ، وكركعتين بعد المغرب أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي تعليقا ، وزعم بعض الحنابلة حرمتها في المسجد ، وحكي عن أبي ثور لخبر : افعلوها في بيوتكم .