717 - ( وعن عائشة قالت : أمر ) ، أي : أذن ( رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببناء المسجد في الدور ) : جمع دار ، وهو اسم جامع للبناء والعرصة والمحلة ، والمراد المحلات فإنهم كانوا يسمون المحلة التي اجتمعت فيها قبيلة دارا ، أو محمول على اتخاذ بيت في الدار للصلاة ، كالمسجد يصلي فيه أهل البيت ، قاله ابن الملك ، والأول هو المعول وعليه العمل ، ثم رأيت ابن حجر ذكر أنه المراد به هاهنا المحلات والقبائل ، وحكمة أمره لأهل كل محلة ببناء مسجد فيها أنه قد يتعذر أو يشق على أهل محلة الذهاب للأخرى ، فيحرمون أجر المسجد وفضل إقامة الجماعة فيه ، فأمروا بذلك ليتيسر لأهل كل محلة العبادة في مسجدهم من غير مشقة تلحقهم ، وقال البغوي : قال عطاء : لما فتح الله تعالى على [ ص: 604 ] عمر رضي الله عنه الأمصار ، أمر المسلمين ببناء المساجد ، وأمرهم أن لا يبنوا مسجدين يضار أحدهما الآخر ، ومن المضارة فعل تفريق الجماعة إذا كان هناك مسجد يسعهم ، فإن ضاق سن توسعته أو اتخاذ مسجد يسعهم ( وأن ينظف ) ، بإزالة النتن والعذرات والتراب ( ويطيب ) ، بالرش أو العطر ، قال ابن حجر : أي وأمر - عليه السلام - أيضا بشيء آخر يتعلق بالمسجد ، ويتعين المحافظة عليه وهو أن يطيب وينظف اهـ .
وتقديم " يطيب " ليس بطيب ، لمخالفته الرواية والدراية الموافقة للنسخ المصححة ، ( رواه أبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ) ، قال ميرك nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه ، قال ابن حجر : وبه يعلم أنه يستحب تجمير المسجد بالبخور خلافا لمالك حيث كرهه ، فقد كان عبد الله يجمر المسجد إذا قعد عمر رضي الله عنه على المنبر ، واستحب بعض السلف تخليق المسجد بالزعفران والطيب ، وروي عنه - عليه السلام - فعله ، وقال الشعبي : هو سنة ، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة أن ابن الزبير لما بنى الكعبة طلى حيطانها بالمسك ، وأنه يستحب أيضا كنس المسجد وتنظيفه ، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ، أنه - عليه السلام - nindex.php?page=hadith&LINKID=10357124كان يتتبع غبار المسجد بجريدة .