هو ركن بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ، وهو لغة الانحناء ، وقد يراد به الخضوع ، وقيل : هو من خصائصنا لقول بعض المفسرين في قوله تعالى : واركعوا مع الراكعين إنما قال لهم ذلك ؛ لأن صلاتهم لا ركوع فيها ، والراكعون محمد صلى الله عليه وسلم وأمته ، ومعنى قوله تعالى : واركعي مع الراكعين صلي مع المصلين ، وقيل : حكمة تكرير السجود دونه أنه وسيلة ومقدمة للسجود الذي هو الخضوع الأعظم ، لما فيه من مباشرة أشرف ما في الإنسان لمواطئ الأقدام والنعال ، فناسب تكريره ؛ لأنه المتكفل بالمقصود ، حيث ورد ، أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، وقيل : إنما كرر إشارة إلى أن الإنسان خلق من الأرض وإليها يعود ومنها يخرج ، فكأنه يقول في السجدة الأولى : منها خلقتني ، وفي الثانية : وفيها تعيدني ، وفي الرفع الثاني : ومنها تخرجني تارة أخرى ، وقيل : لأن الملائكة أمروا بالسجود وسجدوا رأوا بعد السجود أن اللعين لم يسجد فسجدوا سجدة ثانية شكرا لله تعالى على توفيق سجدتهم ، والأظهر أنه تعبد محض .
[ ص: 708 ] الفصل الأول .
868 - ( عن أنس قال : قال رسول الله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10357471أقيموا الركوع والسجود ) : قال الطيبي ، أي : أتموهما ، من أقام العود إذا قومه " nindex.php?page=hadith&LINKID=10357472فوالله إني لأراكم من بعدي ) ، أي : أعلم ما تفعلون خلف ظهري من نقصان الركوع والسجود ، وهي من الخوارق التي أعطيها عليه السلام ذكره ابن الملك ، وظاهره أنه من جملة الكشوفات المتعلقة بالقلوب المنجلية لعلوم الغيوب ، قال ابن الملك : وفي الحديث حث على الإقامة ومنع عن التقصير ، فإن تقصيرهم إذا لم يخف على رسول الله ، فكيف يخفى على الله تعالى ؟ والرسول صلى الله عليه وسلم إنما علمه باطلاع الله تعالى إياه وكشفه عليه ، وقال العسقلاني : الصواب أنه محمول على ظاهره ، وأن هذا الإبصار إدراك حقيقي بحاسة العين خاص به عليه السلام على طريق خرق العادة ، فكان يرى بهما من غير مقابلة وقرب ، وقيل : كانت له عين خلف ظهره ، وقيل بين كتفيه عينان مثل سم الخياط لا يحجبهما شيء ( متفق عليه ) : قال ميرك : رواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي .