قال القاضي : سمي الذكر المخصوص تشهدا لاشتماله على كلمتي الشهادة .
الفصل الأول
906 - ( عن ابن عمر قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10357594كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد في التشهد ) ، أي : في زمانه أو لأجله ، وهو أعم من الأول والثاني ( وضع يده اليسرى ) ، أي : بطن كفها باسطا لأصابعها مستقبلا بها القبلة للاتباع كما يأتي ( على ركبته اليسرى ) : على قربها فوق فخذه اليسرى جمعا بين الأحاديث ، ولعل تقديم وضع اليسرى لتبقى اليمنى في موضع السجدة التي هي أشرف من القعدة كتقديم الرجل اليسرى عند الخروج من المسجد ، أو لعطف حكم الآتي على قوله ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10357595ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى ) : ولعل حكمة وضعهما على الركبتين المحافظة من العبث والمراعاة للأدب [ ص: 729 ] ( وعقد ) : أي : اليمنى ، والواو لمطلق الجمع ، فيحتمل المعية كما هو مذهب الشافعية ، ويحتمل البعدية كما تقدم في مختار ابن الهمام ( ثلاثة وخمسين ) : وهو أن يعقد الخنصر والبنصر والوسطى ، ويرسل المسبحة ، ويضم الإبهام إلى أصل المسبحة ، قال الطيبي : وللفقهاء في كيفية عقدها وجوه ، أحدها : ما ذكرنا ، والثاني : أن يضم الإبهام إلى الوسطى المقبوضة كالقابض ثلاثا وعشرين ، فإن ابن الزبير رواه كذلك .
قال الأشرف : وهذا يدل على أن في الصحابة من يعرف هذا العقد والحساب المخصوص ، والثالث : أن يقبض الخنصر والبنصر ، ويرسل المسبحة ، ويحلق الإبهام والوسطى ، كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=101وائل بن حجر اهـ ، والأخير هو المختار عندنا ، قال الرافعي : الأخبار وردت بها جميعا ، وكأنه عليه السلام كان يضع مرة هكذا ومرة هكذا ، ( وأشار بالسبابة ) : قال الطيبي : أي رفعها عند قوله : إلا الله ليطابق القول الفعل على التوحيد اهـ .
وعندنا : يرفعها عند لا إله ، ويضعها عند إلا الله لمناسبة الرفع للنفي ، " وملاءمة " الوضع للإثبات ، ومطابقة بين القول والفعل حقيقة ، قال ابن حجر : سميت بالسبابة لأنه كان يشار بها عند المخاصمة والسب ، وسميت أيضا مسبحة لأنه يشار بها إلى التوحيد والتنزيه ، فاندفع النظر في تسميتها بذلك ; لأنها ليست آلة التسبيح ، ثم قال : ولا تنافي معرفة ابن عمر لهذا العقد والحساب المخصوص الذي هو في غاية الدقة والخفاء الحديث المشهور : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10357596إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب " ، حملا لهذا على الأكثر منهم ، أو على نفي الحساب المذموم الذي يؤدي إلى التنجيم وغيره ، ثم خصت المسبحة ; لأنها لها اتصال بنياط القلب ، فكان سببا لحضوره ، واليمنى من اليمن بمعنى البركة ، فأشير بقبض اليمين إلى التفاؤل بحصول الخيرات للمصلي ، وأنه يحفظها عن الضياع واطلاع الأغيار .