أي : في آخره أو عقبه بعد الصلاة وفي كيفية الانصراف عنه .
الفصل الأول .
939 - ( عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو في الصلاة ) ، أي : آخرها قبل السلام للحديث الآتي عقب هذا ، ( يقول ) : بدل أو بيان ( " اللهم إني " ) : بفتح الياء وسكونها ( " أعوذ بك من عذاب القبر " ) : ومنه شدة الضغطة ووحشة الوحدة ، قال ابن حجر : وفيه أبلغ الرد على المعتزلة في إنكارهم له ، ومبالغتهم في الحط على أهل السنة في إثباتهم له ، حتى وقع لسني أنه صلى على معتزلي فقال في دعائه : اللهم أذقه عذاب القبر فإنه كان لا يؤمن به ويبالغ في نفيه ويخطئ مثبته اهـ ، وفيه إشارة إلى أنه لا يعامل في هذه المسألة ، بمقتضى معتقده ، بخلاف الرؤية ، فإنه يكون محروما منها ، والفرق ظاهر فإنه معذب في الصورتين على الحقيقة ، ( " nindex.php?page=hadith&LINKID=10357718وأعوذ بك من فتنة المسيح " ) ، أي : ابتلائه وامتحانه ( " الدجال " ) ، أي : الخداع ، وفي معناه كل مفسد مضل ، وقيل : سمي مسيحا ; لأن إحدى عينيه ممسوحة فعيل بمعنى مفعول ، أي : عينه ذاهبة ، أو هو ممسوح عن كل خير ، أي : مبعد عنه ، أو لأن أحد شقي وجهه خلق ممسوحا لا عين فيه ولا حاجب ، وقيل : فعيل ، بمعنى فاعل من المساحة ; لأنه يمسح الأرض ، أي : يقطعها بتردده فيها في أيام معدودة إلا مكة والمدينة ، فإن الله تعالى حماهما منه بفضله ، أو يقدرها بالذراع والشبر ، [ ص: 752 ] ويقطعها بحيث لا يكون بلد إلا دخله غير مكة والمدينة ، وآخر الأمر يقتله المسيح عيسى بن مريم في محاصرة القدس ، وأما المسيح الذي هو لقب عيسى فأصله المسيحا بالعبرانية وهو المبارك ، أو لأنه كان يكثر المسح يمسح ذا آفة فيبرأ ، أو لأنه كان سياحا كثير السير في الأرض ، أو لأنه خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن ، وقيل : لأن زكريا مسحه ، وقيل : إذا أريد به الدجال قيد به ، وقال أبو داود في السنن : المسيح بالتثقيل الدجال ، وبالتخفيف عيسى ، قال الشيخ : المشهور الأول ، وحكي عن البعض أنه بالخاء المعجمة في الدال ، ونسب قائله إلى التصحيف ، قاله الأبهري ، وعلى تقدير ثبوته هو بالمعنى الأول فقط ، ( " nindex.php?page=hadith&LINKID=10357719وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات " ) : مفعل من الحياة والموت ، قال الطيبي : فتنة المحيا الابتلاء مع زوال الصبر ، والرضا والوقوع في الآفات ، والإصرار على السيئات ، وفتنة الممات سؤال منكر ونكير مع الحيرة ، والخوف ، وعذاب القبر اهـ .
ويمكن أن يكون المراد بفتنة الممات الابتلاء عند النزع ، أو المراد بالفتنتين عذاب الدنيا وعقاب العقبى ، والأشد منهما حجاب المولى ، وهو من عطف العام على الخاص ، وقدم عذاب القبر على فتنة الدجال ، لأنه أطول زمانا وأعظم شأنا وأعم امتحانا ، ( " nindex.php?page=hadith&LINKID=10357720اللهم إني أعوذ بك من المأثم " ) : إما مصدر أثم الرجل ، أو ما فيه الإثم ، أو ما يوجب الإثم ( " والمغرم " ) : وفي نسخة : " من المغرم " وهو كل ما يلزم الإنسان أداؤه ؛ مصدر بمعنى الغرامة ، وضع موضع الاسم ، قيل : إنه كالغرم ، بمعنى الدين ، ويريد به ما استدين فيما يكرهه الله ، أو فيما يجوز ، ثم عجز عنه ، وإما دين يحتاج إليه ويقدر على أدائه فلا يستعاذ منه قاله الطيبي ، والظاهر الإطلاق لما ورد : أن الدين شين الدين ; لأن فيه الذل حالا ، وخطر عدم الوفاء استقبالا ، والضرورات تبيح المحظورات ، ( فقال له قائل ) ، أي : عائشة كما في nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ذكره السيوطي ( ما أكثر ) : بالنصب وما تعجبية ( ما تستعيذ ) : ما مصدرية ، أي : استعاذتك ( من المغرم ! فقال : " إن الرجل " ) : المراد به الجنس وغالب حاله إذا أغرم ، أي : لزمه دين ، والمراد استدان واتخذ ذلك دأبه وعادته كما يدل عليه السياق ( حدث ) أي : أخبر عن ماضي الأحوال لتمهيد عذر في التقصير ( " فكذب " ) : لأنه إذا تقاضاه رب الدين ولم يحضره ما يؤدي به دينه يكذب ليتخلص من يده ، ويقول : لي مال غائب إذا حضر أؤدي دينك ، وقال ابن حجر : أي حدث الناس عن حاله ومعاملته ، فكذب عليهم حتى يحملهم على إدانته وإن كان معدما ، أو الصبر عليه ليربح فيه شيئا يبقى له قبل وفائه ( " ووعد " ) ، أي : في المستقبل بأن يقول : أعطيك غدا أو في المدة الفلانية ( " فأخلف " ) ، أي : في وعده ، وقال ابن حجر : ووعد بالوفاء أو غيره مطلقا أو في وقت معلوم فأخلف طمعا في بقاء المال في يده ، أو لسوء تدبيره وتصرفه ، وبما تقرر علم أن ( غرم ) ، شرط و ( حدث ) جزاء و ( كذب ) مترتب على الجزاء ( ووعد ) ، عطف على حدث ( وحدث ) لا على ( غرم ) خلافا لمن زعمه لفساد المعنى حينئذ ، كما هو ظاهر ، و ( أخلف ) مترتب عليه ، ( متفق عليه ) : قال ميرك : رواه أبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي .