صفحة جزء
[ ص: 753 ] 941 - وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن ، يقول : " قولوا : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، وأعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات " ، رواه مسلم .


941 - ( وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم ) ، أي : أصحابه أو أهل بيته ( هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن ، يقول : " قولوا " ) : قال النووي : ذهب طاوس إلى وجوبه ، وأمر ابنه لإعادة الصلاة حين لم يدع هذا الدعاء فيها ، والجمهور على أنه مستحب ، ( " اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم " ) : فيه إشارة إلى أنه لا تخلص من عذابها إلا بالالتجاء إلى بارئها ، ( " وأعوذ بك من عذاب القبر " ) : فيه استعاذة للأمة أو تعليم لهم ; لأن الأنبياء لا يعذبون ( " وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال " ) ، أي : على تقدير لقيه ( " وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات " ) : تعميم بعد تخصيص ، وكرر أعوذ في كل واحدة إظهارا لعظم موقعها ، وإنها حقيقة بإعاذة مستقلة ، واعلم أنه وقع في نسخة ابن حجر خطأ عظيم في لفظ الحديث من تكرار : " وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال " ، وسقوط : " وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات " ، وهو مخالف لما في نسخ المشكاة جميعا ، ثم بني عليه الكلام في توجيهه وقال : اقتصر عليها ، أي : على فتنة المسيح في هذا الحديث ، بخلاف ما مر من الجمع بينهما في الحديث السابق ; لأنها أعظم فتن الدنيا مع أنها تؤدي إلى عذاب القبر وعذاب جهنم ، ولذا كررها إعلاما بعظم شأنها حتى يكرر الناس الاستعاذة منها ، فاستغني بها عن بقية فتن الدنيا لسهولتها بالنسبة إليها ، كما استغني بالأولين عن بقية فتن الآخرة لسهولتها بالنسبة إليها ، ( رواه مسلم ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية