960 - ( وعن عائشة ) : رضي الله عنها ( قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم ) : أي من الصلاة المكتوبة التي بعدها سنة ( لم يقعد ) ، أي : بين الفريضة والسنة ( إلا مقدار ما يقول ) : لأنه صح أنه كان يقعد بعد أداء الصبح على مصلاه حتى تطلع الشمس ، قال القاضي : ودل حديث أنس أي الآتي على استحباب الذكر وفضله بعد صلاة الصبح ، وبعد العصر إلى الطلوع والغروب ، قال ابن حجر : أي كان يفعله في بعض الأحيان ، وفي بعضها كان يقوم عقب سلامه ، والمعنى إلا قدر زمان يقول هو أو القائل ( " اللهم أنت السلام " ) : أي من المعائب [ ص: 761 ] والحوادث والتغير والآفات : ( " ومنك السلام " ) ، أي : منك يرجى ويستوهب ويستفاد ، قال الطيبي : وإليك يرجع السلام ، أنت : السلام منك بدؤه وإليك عوده في حالتي الإيجاد والإعدام ، وأراد أن قوله : منك السلام وإليك يرجع السلام وارد مورد البيان ; لقوله : أنت السلام ، وذلك أن الموصوف بالسلامة فيما يتعارفه الناس لما كان هو الذكر تعرضه الآفة ، وهذا لما لا يتصور في صفاته تعالى ، فهو السلام ، بمعنى الذي يعطي السلامة ويمنعها ، وقيل : القرينة الأخيرة أعني : وإليك يرجع السلام ما وجدناها في الروايات ا ه .
قال الشيخ الجزري في تصحيح المصابيح : وأما ما يزاد بعد قوله : ومنك السلام من نحو وإليك يرجع السلام فحينا ربنا بالسلام وأدخلنا دارك دار السلام - فلا أصل له بل مختلق بعض القصاص ، ( " تباركت " ) ، أي : تعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا ، أو تعالت صفاتك عن صفات المخلوقين ، ( " يا ذا الجلال والإكرام " ) ، أي : يا مستحق الجلال وهو العظمة ، وقيل : الجلال التنزه عما لا يليق ، وقيل : الجلال لا يستعمل إلا لله ، والإكرام : الإحسان ، وقيل : المكرم لأوليائه بالإنعام عليهم والإحسان إليهم . ( رواه مسلم ) .