صفحة جزء
985 - وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع ; فإن الشيطان يدخل " ، رواه مسلم .


985 - ( وعن أبي سعيد [ الخدري ] ) : أي : الخدري كما في نسخة صحيحة ، ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا تثاءب " ) : بالهمز ، وقيل بالواو ، ونسب إلى الغلط ( " أحدكم في الصلاة " ) ، أي : فتح فاه لكسل أو فتر أو امتلاء أو غلبة نوم ، وكل ذلك غير مرضي لأنه يكون سببا للكسل عن الطاعة والحضور فيها ، ( " فليكظم " ) ، أي : يمسك ويمنع ويدفع ذلك ، أي : انفتاح فمه ( " ما استطاع " ) : بضم الشفتين ، وإن لم يقدر فلا بأس أن يضع يده أو كمه على فيه ، كما في المنية ، ( " فإن الشيطان يدخل " ) ، أي : يدخل في فيه كما في نسخة ، قال ابن الملك : وخص دخوله في الفم ; لأن الفم إذا انفتح لشيء مكروه في الشرع صار طريقا للشيطان ، وقال الطيبي : التثاؤب تفاعل من الثوباء بالمد ، وهو فتح الحيوان فمه لما عراه من تمط أو تمدد لكسل وامتلاء ، وهي جالبة للنوم الذي هو من حبائل الشيطان فإنه به يدخل على المصلي ويخرجه عن صلاته ، ولذلك جعله سببا لدخول الشيطان ، قال ابن حجر : وهذا هو سبب الحديث الصحيح : " إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب " لأن العطاس من غير سبب ينبئ عن ضد ما أنبأ عنه التثاؤب من رقة الحجاب والقلب المتولدة من خفة البدن ونشاطه وإيثاره للعبادة على البطالة ، قلت : ولذا يسن الحمد لله عند حصوله ، ( رواه مسلم ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية