1093 - ( عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رصوا ) : بضم الراء ( صفوفكم ) أي : سووها وضموا بعضكم إلى بعض حتى لا يكون بينكم فرجة ( وقاربوا بينها ) أي : بين الصفوف بحيث لا يقع بين صفين [ ص: 852 ] صف آخر ، فيصير تقارب أشباحكم سببا لتعاضد أرواحكم ، ولا يقدر الشيطان أن يمر بين أيديكم ، والظاهر أن محله حيث لا عذر كحر أو برد شديد ( وحاذوا بالأعناق ) أي : بأن لا يترفع بعضكم على بعض بأن يقف في مكان أرفع من مكان الآخر قاله القاضي ، قال الطيبي : ولا عبرة بالأعناق إذ ليس على الطويل أن يجعل عنقه محاذيا للقصير ، انتهى . وأما تفسير محاذاة الأعناق بالمحاذاة بالمناكب كما اختاره ابن حجر ، فمدفوع بأن هذا علم من قوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10358001رصوا صفوفكم " ( فوالذي نفسي بيده ، إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف ) : بفتحتين ، أي : فرجته ، أو كثرة تباعدها عن بعض . ( كأنها الحذف ) : بفتح الحاء المهملة والذال المعجمة ، وهو الغنم السود الصغار من غنم الحجاز ، وقيل : صغار جرد ليس لها آذان ولا أذناب ، يجاء بها من اليمن ، أي : كأن الشيطان وأنث باعتبار الخبر ، وقيل : إنما أنث لأن اللام في الخبر للجنس ، يكون في المعنى جمعا ، وفي نسخة ( كأنه ) وفي شرح الطيبي قال المظهر : الضمير في ( كأنها ) راجع إلى مقدر ، أي : جعل نفسه شاة أو ماعزة كأنها الحذف ، وقيل : ويجوز التذكير باعتبار الشيطان ، ويجوز تأنيثه باعتبار الحذف لوقوعه بينهما فلا حاجة إلى مقدر . ( رواه أبو داود ) : وسكت عليه ، قال النووي : إسناده على شرط مسلم ، نقله ميرك وقال : ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي مختصرا .