صفحة جزء
1173 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء ; عدلن له بعبادة ثنتي عشرة سنة " . رواه الترمذي وقال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عمر ابن أبي خثعم ، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول : هو منكر الحديث ، وضعفه جدا .


1173 - ( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صلى بعد المغرب " ) ، أي : فرضه ( " ست ركعات " ) : المفهوم أن الركعتين الراتبتين داخلتان في الست ، وكذا في العشرين المذكورة في الحديث الآتي . قاله [ ص: 895 ] الطيبي ، فيصلي المؤكدتين بتسليمة ، وفي الباقي بالخيار . ( " لم يتكلم فيما بينهن " ) ، أي : في أثناء أدائهن ، وقال ابن حجر : إذا سلم من كل ركعتين ( " بسوء " ) ، أي : بكلام سيئ أو بما يوجب سوءا ( " عدلن " ) : بصيغة المجهول ، وقيل بالمعلوم ( " له " ) : قال الطيبي : يقال : عدلت فلانا بفلان : إذا سويت بينهما ( " بعبادة ثنتي عشرة سنة " ) : قال الطيبي : هذا من باب الحث والتحريض ، فيجوز أن يفضل ما لا يعرف على ما يعرف وإن كان أفضل ؛ حثا وتحريضا ، قال التوربشتي : وقيل : يحتمل أن يراد : ثواب القليل مضعفا أكثر من ثواب الكثير غير مضعف . وقال القاضي : لعل القليل في هذا الوقت والحال يضاعف على الكثير في غيرهما ، قال ابن الملك ، عن ابن عباس : الصلاة بين المغرب والعشاء صلاة الأوابين . ( رواه الترمذي ) : قال ميرك نقلا عن المنذري : ورواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه . ( وقال ) ، أي الترمذي ( هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عمر ابن أبي خثعم ، وسمعت محمد بن إسماعيل ) ، أي البخاري ( يقول : هو ) ، أي : عمر ( منكر الحديث ، وضعفه ) ، أي البخاري ( جدا ) ، أي تضعيفا قويا ، قال ميرك ناقلا عن التصحيح : والعجب من محيي السنة كيف سكت عليه وهو ضعيف بإجماع أهل الحديث ؟ قلت : ينافيه ما تقدم أنه رواه ابن خزيمة في صحيحه ، مع أنهم أجمعوا على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ، قال ميرك : وعن محمد بن عمار بن ياسر ، قال : رأيت عمار بن ياسر يصلي بعد المغرب ست ركعات ، وقال : رأيت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بعد المغرب ست ركعات ، وقال : " من صلى بعد المغرب ست ركعات غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر " . حديث غريب ، رواه الطبراني في الثلاثة وقال : تفرد به صالح بن قطن البخاري ، قال المنذري : وصالح هذا لا يحضرني الآن فيه جرح ولا تعديل .

التالي السابق


الخدمات العلمية