[ 33 ] باب التحريض ، أي : الترغيب . والتحريض : التحثيث والتحضيض ، ( على قيام الليل ) ، أي : على القيام بالعبادة في الليل .
الفصل الأول
1219 - ( عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يعقد " ) : بكسر القاف ، أي : يشد ( " الشيطان " ) ، أي : [ ص: 921 ] إبليس أو بعض جنده ( " على قافية رأس أحدكم " ) ، أي : قفاه ومؤخره ، وقيل : وسطه ( " إذا هو نام ثلاث عقد " ) : جمع عقدة ، والمراد بها عقد الكسل ، أي : يحمله الشيطان عليه ، قاله ابن الملك ، وقال الطيبي : أراد تثقيله وإطالته ، فكأنه قد شد عليه شدا وعقده ثلاث عقد ، قال البيضاوي : القافية القفا ، وقفا كل شيء وقافيته آخره ، وعقد الشيطان على قافيته استعارة عن تسويل الشيطان وتحبيبه النوم إليه والدعة والاستراحة ، والتقييد بالثلاث للتأكيد ، أو لأن الذي ينحل به عقدته ثلاثة أشياء : الذكر والوضوء والصلاة ، وكان الشيطان منعه عن كل واحدة منها بعقدة عقدها على قافيته ، ولعل تخصيص القفا ; لأنه محل الواهمة ومحل تصرفها ، هو أطوع القوى للشيطان وأسرع إجابة لدعوته . ( " يضرب " ) ، أي : بيده تأكيدا أو إحكاما ( " على كل عقدة " ) : متعلق بـ ( يضرب ) ، قاله الطيبي ، وقول ابن حجر : مفعول ( يضرب ) غير ظاهر ، قيل : معنى يضرب : يحجب الحس عن النائم حتى لا يستيقظ كما قيل في قوله تعالى : ( فضربنا على آذانهم ) ، أي : أنمناهم ، قال ميرك : واختلف في هذا العقد ، فقيل : على الحقيقة كما يعقد الساحر من يسحره ، ويؤيده ما ورد في بعض طرق الحديث :nindex.php?page=hadith&LINKID=10358192إن على رأس كل آدمي حبلا فيه ثلاث عقد ، وذلك عند nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه ، ونحوه لأحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ، وقيل : على المجاز كأنه شبه فعل الشيطان بالنائم من منعه من الذكر والصلاة بفعل الساحر بالمسحور من منعه عن مراده ، وقيل : المراد له عقد القلب وتصميمه على الشيء فكأنه يوسوس بأن عليك ليلا طويلا ، فيتأخر عن القيام . وقيل : مجاز عن تثبيط الشيطان وتعويقه للنائم من قيام الليل . ( " عليك ليل طويل " ) : قال الشيخ ابن حجر : هكذا وقع في جميع روايات البخاري ( ليل ) بالرفع ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض : رواية الأكثر عن مسلم بالنصب على الإغراء ذكره ميرك ، وقال الطيبي : عليك ليل طويل مع ما بعده ، أي قوله : ( " فارقد " ) : مفعول للقول المحذوف ، أي : يلقي الشيطان على كل عقدة يعقدها هذا القول وهو : عليك ليل طويل ، أي : طويل ، قال صاحب المغرب : يقال : ضرب الشبكة على الطائر : ألقاها عليه ، وقوله : ( عليك ) إما خبر لقوله : ليل طويل ، أي : ليل طويل باق عليك ، أو إغراء ، أي : عليك بالنوم أمامك ليل طويل ، فالكلام جملتان والثانية مستأنفة كالتعليل . ( " فإن استيقظ انحلت عقدة " ) ، أي : عقدة الكسالة والبطالة ، قال الشيخ ابن حجر : وقع بلفظ الجمع بغير اختلاف في رواية البخاري : وفي الموطأ بلفظ الإفراد . اهـ .
فينبغي أن يكون في المشكاة بلفظ الجمع ، لقوله في آخره : متفق عليه ، لكن في جميع النسخ الحاضرة بلفظ الإفراد ، ذكره ميرك . وفي فتح الباري : وقع لبعض رواة الموطأ بالإفراد ، ويؤيد الأول ما سيأتي في بدء الخلق بلفظ : عقده كلها ، ولمسلم في رواية : انحلت العقد ، وظاهره أن العقد تنحل كلها بالصلاة وهو كذلك في حق من لم يحتج إلى الطهارة كمن نام متمكنا مثلا ، ثم انتبه فصلى من قبل أن يذكر أو يتطهر ، أو لأن الصلاة تتضمن الطهارة والذكر . ( " فأصبح " ) ، أي : دخل في الصباح أو صار ( " نشيطا " ) ، أي : للعبادة ( " طيب النفس " ) ، أي : ذات فرح ; لأنه تخلص عن وثاق الشيطان وتخفف عنه أعباء الغفلة والنسيان وحصل له رضا الرحمن ( " وإلا " ) ، أي : وإن لم يفعل كذلك بل أطاع الشيطان ونام حتى تفوته صلاة الصبح . ذكره ميرك . والظاهر حتى تفوته صلاة التهجد . ( " أصبح خبيث النفس " ) : محزون القلب كثير الهم متحيرا في أمره ( " كسلان " ) : لا يحصل مراده فيما يقصده من أموره ; لأنه مقيد بقيد الشيطان ومبعد عن قرب الرحمن ( متفق عليه ) قال ميرك : رواه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي . اهـ . ورواه مالك في الموطأ على ما سبق .