1220 - ( وعن المغيرة قال : قام النبي صلى الله عليه وسلم ) : وفي نسخة : من الليل ، أي : من أجل صلاة الليل ، قال ابن حجر ، أي : صلى ليلا طويلا ، والظاهر أن التقدير قام بصلاة الليل على وجه الإطالة والإدامة ، ( حتى تورمت ) ، أي : انتفخت كما في الشمائل عنه ( قدماه ) ، أي : من الوجع ( فقيل له : لم تصنع هذا ) ، أي : تتكلف كما في رواية ، والمعنى أتلزم نفسك بهذه الكلفة والمشقة التي لا تطاق ، وفي رواية : أتفعل هذا ؟ قال عصام الدين : الاستفهام للتعجب ، ( وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : " أفلا أكون عبدا شكورا " ) ، أي : لنعمة الله علي بغفران ذنوبي وسائر ما أنعم الله علي ، قال ابن حجر في شرح الشمائل : أي أأترك تلك الكلفة نظرا إلى المغفرة فلا أكون عبدا شكورا ، لا بل ألزمها وإن غفر لي ; لأكون عبدا شكورا ، وقال الطيبي : الفاء مسبب عن محذوف ، أي أأترك قيامي وتهجدي لما غفر لي فلا أكون عبدا شكورا . يعني أن غفران الله إياي سبب لأن أقوم وأتهجد شكرا له فكيف أتركه ؟ . اهـ .
وقيل : معناه ليس عبادتي لله من خوف الذنوب ، بل لشكر النعم الكثيرة علي من علام الغيوب ، وقال ميرك : كأن المعنى كيف لا أشكره ، وقد أنعم علي وخصني بخير الدارين ، فإن الشكور من أبنية المبالغة يستدعي نعمة خطيرة ومنحة كثيرة ، وتخصيص العبد بالذكر مشعر بعناية ذي الجلال والإكرام ، والقرب من الله صاحب الإنعام ، ومن ثم وصفه به في مقام الإسراء ، ولأن العبودية تقتضي صحة النسبة ، وليست إلا بالعبادة والعبادة عين الشكر . اهـ . وما أحسن من قال :
لا تدعني إلا بيا عبدها فإنه من خير أسمائيا
.
قال ابن حجر : وقد ظن من سأله عليه الصلاة والسلام عن سبب تحمله المشقة في العبادة أن سببها إما خوف الذنب ، أو رجاء المغفرة ، فأفادهم أن لها سببا آخر أتم وأكمل ، وهو الشكر على التأهل لها مع المغفرة وإجزال النعمة . اهـ .
وعن علي رضي الله عنه أن قوما عبدوا رغبة فتلك عبادة التجار ، وأن قوما عبدوا رهبة فتلك عبادة العبيد ، وأن قوما عبدوا شكرا فتلك عبادة الأحرار ، كذا في ربيع الأبرار . ( متفق عليه ) : قال ميرك : ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .