أي : الاقتصاد والتوسط بين الإفراط والتفريط ( في العمل ) ، أي : عمل النوافل .
الفصل الأول
1241 - ( عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر ) أي أياما كثيرة ( حتى نظن ) ، أي : نحن ، وفي نسخة : يظن بالتحتانية والبناء للمجهول ، وقيل : يجوز بالمثناة على المخاطبة . ( أن لا يصوم ) : بالنصب ، وقيل بالرفع ، ووجهه أن تكون مخففة من المثقلة ( منه ) ، أي : من الشهر ( شيئا ) : يعني يفطر كثيرا من الشهر ، حتى نظن أنه لا يصوم منه شيئا ، ثم يصوم باقيه كله أو بعضه ، ( ويصوم ) ، أي : وكذا يصوم كثيرا ، أي من ذلك الشهر ، أو من شهر آخر ( حتى نظن ) : بالوجهين ( أن لا يفطر ) : بالإعرابين ( منه ) ، أي : من الشهر ( شيئا ) ، أي : ثم يصوم باقيه ( وكان لا تشاء ) : قال المظهر : " لا " بمعنى " ليس " أو بمعنى " لم " ، أي لست تشاء ، أو لم تكن تشاء ، أو لا زمان تشاء ، أو لا من زمان تشاء ( أن تراه ) ، أي : رؤيته فيه ( من الليل مصليا إلا رأيته ) ، أي : نائما أو غير مصل قالهما ابن الملك . والظاهر أن التقدير رأيته مصليا ، وكذا قدره ابن حجر . ( ولا نائما إلا رأيته ) ، أي : نائما أو غير مصل ، وعلى قول ابن الملك يقدر مصليا ، قال الطيبي : هذا التركيب من باب الاستثناء على البدل ، وتقديره على الإثبات أن يقال : إن تشأ رؤيته متهجدا رأيته متهجدا ، وإن تشأ رؤيته نائما رأيته نائما ، أي : كان أمره قصدا لا إسراف فيه ولا تقصير ، ينام في وقت النوم وهو أول الليل ، ويتهجد في وقته وهو آخره ، وعلى هذا حكاية الصوم ، ويشهد له حديث ثلاثة رهط على ما روى أنس قال أحدهم : أما أنا فأصلي الليل أبدا ، وقال الآخر : أصوم النهار أبدا ولا أفطر . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما أنا فأصلي وأنام وأصوم وأفطر ، فمن رغب عن سنتي فليس مني " ذكره ميرك . ( رواه البخاري ) .