1247 - ( وعن عمر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من نام عن حزبه " ) ، أي : عن ورده يعني عن تمامه ( " أو عن شيء منه " ) ، أي : من حزبه يعني عن بعض ورده من القرآن ، أو الأدعية والأذكار ، وفي معناه الصلاة . ( " فقرأ فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر ، كتب له " ) : جواب الشرط ، وقوله : ( " كأنما قرأه " ) : صفة مصدر محذوف ، أي : أثبت أجره في صحيفة عمله إثباتا مثل إثباته حين قرأه ( " من الليل " ) : قال بعض علمائنا ; لأن ما قبل الظهر كأنه من جملة الليل ، ولذا يجوز الصوم بنية قبل الزوال . اهـ . وفيه أن تقييد نية الصوم بما قبل الزوال ليس لكونه من جملة الليل ، بل لتقع النية في أكثر أجزاء النهار ، والمراد بما قبل الزوال هو الضحوة الكبرى ، فالوجه أن يقال في الحديث إشارة إلى قوله تعالى : ( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ) قال القاضي ، أي ذوي خلفة يخلف كل منهما الآخر يقوم مقامه فيما ينبغي أن يعمل فيه من فاته ورده في أحدهما تداركه في الآخر . اهـ . وهو منقول عن كثير من السلف ، كابن عباس ، وقتادة ، والحسن ، وسلمان ، كما ذكره السيوطي في الدر .
وأخرج عن الحسن أنه قال : من عجز بالليل كان له في أول النهار مستعتب ، ومن عجز بالنهار كان له في أول الليل مستعتب . اهـ . فتخصيصه بما قبل الزوال مع شمول الآية النهار بالكمال إشارة إلى المبادرة بقضاء الفوت قبل إتيان الموت ، فإن في التأخير آفات خصوصا في حق الطاعات والعبادات ، أو لأن وقت القضاء أولى أن يصرف إلى القضاء ، أو لأن ما قارب الشيء يعطى حكمه ، ولا منع من الجمع لاجتماع الحكم ، فإن قائله أعطي جوامع الكلم . ( رواه مسلم ) : قال ميرك : وكذا الأربعة .