صفحة جزء
1267 - وعن خارجة بن حذافة رضي الله عنه ، قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم : الوتر جعله الله لكم فيما بين صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر " . رواه الترمذي ، وأبو داود .


1267 - ( وعن خارجة بن حذافة ) : بضم الحاء ، ووقع في نسخة ابن حجر تقديم حذافة على خارجة هو سهو قلم ( قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ( " إن الله أمدكم " ) ، أي : جعلها زيادة لكم في أعمالكم من مد الجيش وأمده ، أي زاده ، والأصل في المزيد أن يكون من جنس المزيد عليه ، وقال الطيبي ، أي : زادكم كما في بعض الروايات ( " بصلاة " ) : قال في المفاتيح : الإمداد اتباع الثاني الأول تقوية له وتأكيدا له من المدد ، وفي بعض نسخ المصابيح أمركم بالراء بصلاة ( " هي خير لكم من حمر النعم " ) : الحمر بضم الحاء وسكون الميم جمع الأحمر ، والنعم هنا الإبل إضافة الصفة إلى الموصوف ، وإنما قال ذلك ترغيبا للعرب فيها ; لأن حمر النعم أعز الأموال عندهم ، فكانت كناية عن أنها خير من الدنيا كلها ; لأنها ذخيرة الآخرة التي هي خير وأبقى ( " الوتر " ) : بالجر بدل من صلاة وبالرفع خبر مبتدأ محذوف بتقدير هي الوتر ، وجوز النصب بتقدير أعني والجر في مثل هذا التركيب هو الأصح على ما ورد في الكتاب والسنة من قوله تعالى : ( الحمد لله رب العالمين ) ومن حديث : " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله " وهو المرجح في النسخ المصححة هنا فلا وجه للعدول عما ذكرنا إلى ما قال ابن حجر ، ويصح جر الوتر بدلا ( " جعله الله لكم " ) ، أي وقت الوتر ( " فيما بين صلاة العشاء " ) : قال ابن الملك يدل على أنه لا يجوز تقديمه على فرض العشاء ( " إلى أن يطلع الفجر " ) : وإنما لم يقل في وقت العشاء لئلا يتوهم جواز تقديم الوتر على فرض العشاء ، مع أن الزيادة تكون بعد كمال المزيد فيه وهو بأداء صلاة العشاء . ( رواه الترمذي ، وأبو داود ) : قال ميرك نقلا عن المنذري ، ورواه ابن ماجه ، وقال الترمذي : غريب لا يعرف إلا من حديث يزيد بن أبي حبيب . اهـ .

وقال البخاري : لا يعرف لإسناد هذا الحديث سماع بعضهم من بعض . وعن أبي تميم الجيشاني قال : سمعت عمرو بن العاص يقول : أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله عز وجل زادكم صلاة [ ص: 948 ] فصلوها فيما بين العشاء والصبح الوتر الوتر " . رواه أحمد والطبراني وأحد إسنادي أحمد رواته رواة الصحيح ، وقد روي من حديث معاذ بن جبل ، وعبد الله بن عمرو ، وابن عباس ، وعقبة بن عامر الجهني ، وعمرو بن العاص . وغيرهم . اهـ .

وقال ابن حجر : صححه الحاكم ، وابن السكن ، واعترضه النووي بأن في سنده ضعفا . وبتسليمه فهو لا يؤثر ; لأن ابن المنذر حكى الإجماع على أن وقت الوتر ما ذكر ، قلت : وعلى كل تقدير فأقل مرتبته أن يكون حسنا ، وبه استدل صاحب الهداية على وجوب الوتر .

قال ابن الهمام : ورواه الحاكم ، وقال : صحيح ولم يخرجاه لتفرد التابعي عن الصحابي ، وقول الترمذي : غريب . لا ينافي الصحة لما عرف ، ولذا يقول مرارا في كتابه حسن صحيح غريب ، وما نقل عن البخاري من أنه أعله بقوله : لا يعرف سماع بعض هؤلاء من بعض ، فبناء على اشتراطه العلم باللقي ، والصحيح الاكتفاء بإمكان اللقي ، ثم قال : فتم أمر هذا الحديث على أتم وجه في الصحة ، ولو لم يكن هذا كان في كثرة طرقه المضعفة ارتفاع له إلى الحسن ، بل بعضها حجة .

التالي السابق


الخدمات العلمية