وأخرج البخاري بطريق آخر عن القاسم ، عن صالح بن خوات ، عن سهل بن أبي حثمة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
1421 - ( وعن يزيد بن رومان ) : بضم الراء . ( عن صالح بن خوات ) : بفتح المعجمة ، وتشديد الواو ، وبالتاء فوقها نقطتان ، أنصاري ، مدني ، تابعي ، مشهور ، عزيز الحديث ، سمع أباه ، وسهل بن أبي حثمة ، ذكره المؤلف . ( عمن صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) قيل : إن اسم هذا المبهم سهل بن أبي حثمة ; لأن القاسم بن محمد روى حديث صلاة الخوف ، عن صالح بن خوات ، عن سهل بن أبي حثمة ، لكن الراجح أنه أبوه ; لأن أبا أويس روى هذا الحديث عن يزيد بن رومان فقال : عن صالح بن خوات ، عن أبيه . أخرجه ابن منده في معرفة الصحابة من طريقه ، وكذا أخرجه البيهقي من طريق عبد الله بن عمر ، عن القاسم بن محمد ، عن صالح بن خوات ، عن أبيه ، ويحتمل أن صالحا سمعه من أبيه ومن سهل ; فلذلك كان يبهمه تارة ، ويعينه أخرى ، ذكره ميرك .
قلت : وهذا المحتمل متعين لما ثبت حديثه عنهما ولو رجح أحدهما ، ومثل هذا الإبهام لا يضر في الكلام ، فإنه محمول على قصد العام ، وكل الصحابة عدول عند جمهور العلماء الأعلام . ( يوم ذات الرقاع ) : بكسر الراء في السنة الخامسة من الهجرة ، و ( يوم ) ظرف . ( صلى ) قال السيد جمال الدين : وإنما سميت تلك الغزوة ذات الرقاع ; لأن أقدام الأصحاب قد نقبت ، فشدوا الرقاع أي : الخرق ، جمع الرقعة بمعنى الخرقة ، وهي القطعة من الثوب على أرجلهم ، [ ص: 1054 ] فسميت ذات الرقاع ، هذا ما قاله البخاري نقلا عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري . ورواه مسلم أيضا . وقيل : سميت بذلك لأنها كانت بأرض ذات ألوان مختلفة كالرقاع . وقيل : لأن فيه جبلا بعضه أحمر ، وبعضه أبيض ، وبعضه أسود . قلت : ويمكن الجمع . قال السيد : وقول جابر في هذا الحديث أي : كما سيأتي " وحتى إذا كنا بذات الرقاع " يشعر بأنه اسم مكان بعينه ، لكن يمكن أن يقال : أطلق اسم الحال على المحل اهـ .
( صلاة الخوف ) : مفعول ( صلى ) ، ( أن طائفة ) قال الطيبي : متعلق بما يتعلق به عمن أي : روي عمن صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن طائفة . ( صفت معه ) أي : للصلاة . ( وطائفة ) : بالنصب للعطف ، وقيل بالرفع على الابتداء أي : وطائفة أخرى . ( وجاه العدو ) : بكسر الواو وضمها ، أي : حذاءهم وقبالتهم ، ونصبه على الظرفية بفعل مقدر قاله ابن الملك . قال الطيبي : صفة لطائفة أي : وطائفة صفت مقابل العدو . وفي النهاية : " وجاه " بكسر الواو ويضم . وفي رواية تجاه العدو فالتاء بدل من الواو ، مثلها في تقاة وتخمة . ( فصلى بالتي معه ركعة ثم ) أي : لما قام . ( ثبت قائما ، وأتموا لأنفسهم ) قال ابن حجر : وفارقه بالنية هؤلاء المقتدون به اهـ .
وهو مما لا دليل عليه نقلا ولا عقلا ، مع أنه يفوته ثواب الجماعة ( ثم ) أي : بعد سلامهم ( انصرفوا ) أي : إلى وجه العدو . ( فصلوا وجاه العدو ، وجاءت الطائفة الأخرى ) أي : وهو قائم ينتظرهم فاقتدوا به . ( فصلى بهم الركعة التي بقيت ) أي : عليه . ( من صلاته ، ثم ) أي : لما جلس للتشهد . ( ثبت جالسا ) : قال ابن حجر : وقاموا من غير نية مفارقة . ( وأتموا لأنفسهم ) أي : ما بقي عليهم إلى أن جلسوا معه في التشهد الأخير . ( ثم ) أي : بعد تشهدهم . ( سلم بهم ) أي : بالطائفة الأخيرة ، أي : معهم ليحصل لهم فضيلة التسليم معه ، كما حصل للأولين فضيلة التحريم معه . قال الطيبي : أخذ مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي بهذا الحديث ، وبالأول أبو حنيفة - رحمه الله - . ( متفق عليه ) قال ميرك : ورواه أبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي .
( وأخرج البخاري ) قال ميرك : ومسلم ، والأربعة أيضا . ( بطريق آخر : قال ابن حجر ) أي : نحوه ، والله أعلم به ، والظاهر أنه مثله . ( عن القاسم ، عن صالح بن خوات ، عن سهل بن أبي حثمة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ) قلت : ومع وجود هذا الحديث الصحيح كيف يصح قول من قال فيما سبق : إن المبهم هو أبوه على الوجه الرجيح ؟ ! قال السيد : وأبو حثمة هذا كان دليل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أحد ، وشهد المشاهد بعدها ، وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خارصا لخيبر .