1532 - ( وعنها ) أي : عن عائشة . ( قالت : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا اشتكى ) أي : مرض وهو لازم ، وقد يأتي متعديا فيكون التقدير : وجعا ( نفث على نفسه ) في النهاية : النفث بالفم ، وهو شبيه بالنفخ وهو أقل من التفل ; لأن التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق . ( بالمعوذات ) : بكسر الواو وقيل بفتحها أي : [ ص: 1126 ] قرأها على نفسه ، ونفث الريق على بدنه ، وأراد المعوذتين وكل آية تشبههما مثل : وإن يكاد ، وإني توكلت على الله ، أو أطلق الجمع على التثنية مجازا ، ومن ذهب إلى أن أقل الجمع اثنان فلا يرد عليه . قال الطيبـي : أراد المعوذتين ، فيكون مبنيا على أن أقل الجمع اثنان ، أو الجمع باعتبار الآيات . وقال العسقلاني : أو هما والإخلاص على طريق التغليب وهو المعتمد ، وقيل : الكافرون أيضا . ( ومسح ) أي : عليه وعلى أعضائه . ( بيده ) : قال العسقلاني : وقع عند البخاري قال معمر : قلت nindex.php?page=showalam&ids=12300للزهري : كيف ينفث ؟ قال : ينفث على يديه ، ثم يمسح بهما وجهه وجسده ، وقال الطيبـي : الضمير في عنه راجع إلى ذلك النفث ، والجار والمجرور حال ، أي : نفث على بعض جسده ، ثم مسح بيده متجاوزا عن ذلك النفث إلى سائر أعضائه ، وفي الحديث دلالة على أن الرقية والنفث بكلام الله سنة . ( فلما اشتكى ) أي : شكا ( وجعه الذي توفي فيه كنت أنفث عليه بالمعوذات التي كان ينفث ، وأمسح بيد النبي - صلى الله عليه وسلم - ) قيل : لعله ترك - عليه الصلاة والسلام - النفث بهما على نفسه في ذلك المرض ; لعلمه أنه آخر مرضه اهـ . وفيه ما فيه . ( متفق عليه ) قال ميرك : ورواه أبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .
( وفي رواية لمسلم قالت : كان إذا مرض أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات ) : لم يذكر المسح ، فيحتمل أنه كان يفعله وتركت ذكره للعلم به من النفث ، ويحتمل أنه كان يتركه أحيانا اكتفاء بالنفث ، والأظهر الأول ، والجمع أفضل .